لا يزال العدوان الصهيوني على قطاع غزة متواصلاً، منذ مساء الأربعاء الماضي، مما أسفر عن ارتقاء أكثر من (100) شهيد وأكثر من (800) إصابة، أغلبهم من الأطفال والشيوخ والنساء. وبعد أن عجز العدو الصهيوني عن استهداف المقاومين البواسل وإيقاف صواريخ المقاومة، بات يتخبط ويرمي بحمم طائراته المقاتلة الحربية على بيوت المدنيين الآمنين ومكاتب الصحفيين والقنوات الفضائية مما أوقع العديد من الشهداء والجرحى. ومع استمرار هذه العدوان الهمجي يتواصل نزيف الدم الفلسطيني المسفوح في شوارع غزة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. وكان الأحد أكثر الأيام دموية في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الصهيوني على القطاع مع سقوط 29 قتيلا غالبيتهم من النساء والاطفال. واستشهد 11 شخصا بينهم ثمانية من عائلة واحدة من ضمنهم رضيع وثلاثة أطفال وأصيب 20 آخرون على الأقل بجروح، في قصف صهيوني عنيف لمنزل أسرة الدلو في حي النصر شمال غزة، بحسب وزارة الصحة في غزة. وقال مصدر في الوزارة «عثر على جثة الرضيع ابراهيم الدلو (11 شهرا) تحت أنقاض المنزل» المكون من ثلاثة طوابق والذي دمرته غارة نفذتها طائرة حربية صهيونية دمرت المنزل على ساكنيه وسوته بالأرض، إضافة إلى ثلاثة أطفال ورجل وامراتين وأيضا جثة امراة عمرها 70 عاما يعتقد أنها بدورها من الاسرة ذاتها وجثة رجل عمره 22 عاما. وطالت ساعات البحث تحت أنقاض المنزل دون العثور على أحياء، فكلما تعمقت الحفريات وأعمال إزالة الركام، زاد عدد الشهداء وتعقدت مهمة البحث عن المفقودين. واستمرت طواقم الدفاع المدني وفرق المساندة الحكومية لساعات وهي تزيل ركام أنقاض المنزل الذي دمرته غارة نفذتها طائرة حربية إسرائيلية دمرت المنزل على ساكنيه وسوته بالأرض مما أدى لاستشهاد 11 مواطنا. وقال أبو أحمد المدهون أحد جيران المنزل المستهدف إن القصف الصهيوني كان قوياً وإن المنزل سوّي بالأرض ولحقت أضرار فادحة بالمنازل المحيطة به، مشيراً إلى أن معظم الضحايا والمصابين من الأطفال والنساء. وأوضح أبو أحمد ل»الجزيرة نت» أن القصف «جاء مباغتاً وأن المنزل لم يكن مخلى من سكانه، حيث اعتقدوا أنهم غير مستهدفين، لكن الواضح لنا في غزة أن الاحتلال يتعمد زيادة عدد الضحايا من المدنيين لإظهار انتصارات وهمية على حساب الأطفال والنساء». وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إن «مجزرة عائلة الدلو دليل على الإفلاس والفشل العسكري للاحتلال ومحاولة تعويض هذا الفشل باستهداف المدنيين والاسرائيليون هم من سيدفع الثمن». «جريمة حرب» من جهتها، عبرت مؤسسة حقوقية أوروبية عن بالغ استنكارها لمجزرة عائلة الدلو، ووصفتها بأنها «جريمة حرب». وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان له، أول أمس، أن فريقه الميداني وثق إقدام طائرة حربية إسرائيلية من طراز «إف-16»، على قصف منزل عائد لعائلة الدلو في حي النصر بمدينة غزة، بقذيفة تزن أكثر من نصف طن، وذلك في تمام الساعة 17:15 مساء اليوم الأحد (أول أمس). وأضاف أن القصف االصهيوني الذي استهدف منزل المواطن جمال الدلو الذي تقدّر مساحته ب300 متر مربع، أسفر عن تدمير سبعة منازل ملاصقة له في الحيّ، ثلاثة منها تمّ تدميرها بصورة كلية. واستنكر المرصد الحقوقي الهجوم المتعمّد ضد منزل عائلة الدلو والذي جاء ضمن سلسلة من الاعتداءات المتواصلة منذ ستة أيام ضد منازل المدنيين في قطاع غزة، في ظل فشل المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية حيال حماية المدنيين في مناطق الصراع. وأوضح المرصد أنّ الشهادات الحية تشير إلى أنّ القصف الإسرائيلي لم يسبقه أي تحذيرات بإخلاء المنزل المستهدف، كما أن عملية إنقاذ الضحايا اصطدمت بكثير من التحديات نظراً لازدحام المنطقة بالسكان، وضيق الأزقة المؤدية للمنازل المدمَّرة حيث لا تتجاوز ستة أمتار. وفي السياق ذاته؛ طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره في جنيف، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، باتخاذ موقف يدين الاستخدام الصهيوني المفرط للقوة، وتوجيهها ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، بصورة تتناقض كلياً مع مبادئ القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان. كما دعا المرصد المفوضية الأوروبية ودول الاتحاد الأوروبي، إلى اتخاذ موقف واضح ضد الانتهاكات الجسمية للقانون الدولي التي تُمعن «إسرائيل» في ممارستها ضد قطاع غزة، إلى جانب الدفع باتجاه خطوات عملية وسريعة تنهي حمَّام الدم المتواصل في صفوف المدنيين. وحذّر المرصد الأورومتوسطي من أن استمرار صمت المجتمع الدولي إزاء التصعيد الصهيوني ضد قطاع غزة، يعني ضوءًا أخضراً للسلطات الصهيونية لاقتراف مزيدٍ من القتل والاغتيال في قطاع غزة، بصورة تولّد سلاسل جديدة من العنف والعنف المتبادل. وأكّد المرصد على إجرائه العديد من الاتصالات والتحركات على الصعيد الأوروبي، بهدف ملاحقة القادة الصهاينة المسؤولين عن عمليات تصفية المدنيين، بوصفهم «مجرمي حرب»، مشدّداً على أنّ المجتمع الدولي سيحمل وصمة عار جديد إن أفلت دُعاة القتل الإسرائيليون من العقاب مرة أخرى كما في عملية «الرصاص المصبوب» ضد قطاع غزة أواخر 2008 أوائل 2009. «القسام تضرب.. في المقابل، تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام الذارع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وفصائل المقاومة، لليوم السادس على التوالي قصف بلدات محيطة بقطاع غزة، وأخرى في عمق كيان الاحتلال، والمواقع العسكرية الصهيونية بعدد يتصاعد يوميًا من الصواريخ المتنوعة ردا على العدوان الصهيوني المتواصل لليوم السادس على التوالي. واعترف العدو بمصرع 7 صهاينة وإصابة أكثر من 187 صهيونيًّا، بينهم حالات خطيرة، بالإضافة إلى تدمير عدد كبير من المنازل والفنادق والسيارات والمركبات الأخرى، واشتعال النيران في عدد من المصانع الصهيونية والمحال التجارية، وتوقف الحركة في العديد من البلدات الصهيونية من بين عاصمة الكيان «تل أبيب». وأطلقت كتائب الشهيد عز الدين القسام، على العملية اسم «حجارة السجيل»، في مواجهة «عمود السحاب» الصهيونية. كما تمكنت كتائب القسام ولأول مرة، من قصف مدينة تل الربيع «تل أبيب»، والقدس المحتلة بصواريخ فجر (5) وصواريخ m75 محلية الصنع، إضافة إلى مفاجأتها باستهداف بارجتين حربيتين، وإسقاط طائرتين حربيتين، وطائرة استطلاع، وتدمير جيب بصاروخ موجه، واستهداف طائرة مروحية بصاروخ أرض جو، مؤكدة أن القادم أعظم. وقالت الكتائب أنها أطلقت، أول أمس، 192 قذيفة وصاروخ، وأن أحد هذه الصواريخ أطلق لأول مرة ووصل إلى مدينة «هرتسيليا» التي تبعد عن قطاع غزة نحو ثمانين كيلومترًا، كما تم استهداف طائرة مروحية بصاروخ أرض جو. وأوضحت أنه وبإطلاق هذا العدد من الصواريخ والقذائف يرتفع العدد الكلي للقذائف الصاروخية منذ بدء العدوان إلى 1093 صاروخا وقذيفة.