العرس النموذجي هو الذي تمر كل أطواره ومراحله في طاعة الله ورسوله، وأعني بذلك أن يكون الفرح والابتهاج في حدود ما هو شرعي من حيث المضامين و الوسائل المستعملة. ولا ينبغي أن يفهم من كلامنا الدعوة إلى كبت النفوس ومنعها من التعبير عن تلك اللحظات الجميلة، وإنما قصدنا التميز الإيجابي والابتعاد عن الابتذال، وعن كل ما يفسد الذوق الرفيع... فالعرس يشكل أحلى اللحظات النادرة التي يحياها الإنسان في حياته، ولهذا كان من الأفيد ألا يجعلها كل من يعنيه الأمر تمر فيما لا يرضي الله تعالى. من جانب آخر فالعرس النموذجي هو العرس الذي لا تترتب عنه ديون تثقل حياة الزوجين وتحرمهما من لذة السعادة الزوجية . ومن ههنا أرى ضرورة ترشيد النفقات في العرس وألا يكون هناك إسراف فيما لا يعود بالنفع على العريسين في مستقبل حياتهما. وكم تعجبني بعض التجارب المعاصرة من قبل بعض الشباب المتدين، فمنهم من اهتم بالأساسيات في عرسه واكتفى بحفلة دعا لها الأحباب والأصدقاء وأحياها بالقرآن والكلمات الهادفة و الأناشيد والأمداح النبوية العطرة، ووفر المال للقيام بعمرة صحبة عروسه. ومنهم من جعل شعاره الترشيد في عرسه ووفر مالا لتجهيز بيته... وهناك تجارب ناجحة من شباب قدم النموذج الحقيقي في عرسه وأصبح قدوة في الخير لكثير من أقرانه. وأنا أتحدث من وجهة نظري عن بعض مواصفات العرس النموذجي أوصي بضرورة حصول الاتفاق بين العريس وعروسه، وألا يفسح المجال على مصراعيه لتدخلات الأقارب، لأنه قد يكون بينهم جميعا الاختلاف في التصور المتعلق بالعرس النموذجي.أما عن ليلة الزفاف فلا شك أن كل عاقل يتألم لما يسمعه من أخبار تروى في هذا الجانب، وكلها تدل على تغلغل العادات والأعراف الخاطئة في ذهن كثير من المتزوجين أو المقبلين على الزواج. وإنه في حقيقة الأمر لمن العار أن يبقى العريس وفيا لتلك الموروثات الشعبية الفاسدة التي يعارضها الشرع والطب الحديث؛ ولنعلم أن كل عريس لايتلطف بعروسه في أول ليلة فهو كمن يبدأ حياته الزوجية بالاغتصاب، وقد يكون لليلة الأولى ما بعدها لا قدر الله من آثار نفسية سيئة قد تكون سببا في عدم الاستقرار. فلماذا لا نعلنها ثورة على تلك العادات البالية؟ وليجعل كل عريس ليلته الأولى مع شريكة حياته عبارة عن تبادل التقارب والوصال بينهما حتى تحصل اللذة والمتعة بين الإثنين، ويتم فض البكارة في تلك الليلة أو في غيرها من الليالي بكل يسر لاتشعر معه العروس بأي ألم إطلاقا.