نظمت مؤسسة سوس للمدارس العتيقة بتعاون مع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والمجلس العلمي الأعلى وعمالة تارودانت يوم الخميس 8 نونبر الجاري بمقر العمالة يوما تكريميا لفائدة فقهاء ووطلبة المدارس العتيقة، اللقاء الذي كان بمناسبة الذكرى 37 للمسيرة الخضراء عرف حضور العديد من الشخصيات الوطنية والجهوية في المجال الديني والسياسي والأمني. وقد أسس اللقاء من خلال الأنشطة المبرمجة للانطلاقة الفعلية لعمل المؤسسة الجديدة التي سشرف على المدارس العتيقة بسوس والتي يترأسها رئيس المجلس العملي المحلي لتارودانت الدكتور اليزيد الراضي.وحول الأدوار التي ستضطلع بها هذه المؤسسة الدينية قال عامل الإقليم في كلمة افتتاحية أن دوراتها التكوينية ستساعد التعليم العتيق على تحسين أدائه والارتقاء بواقع الطلبة المعيشي، وأكد على أنها نوع من إدخال فقه الواقع على فقه الشريعة. كما أشار رئيس المؤسسة الدكتور اليزيد الراضي على أن مؤسسة سوس ستشتغل على تنظيم دورات تكوينية لفائدة الفقهاء والأئمة وطلبة العلم بالمدارس العتيقة، وقال إنها سعت إلى توسيع دائرة التأطير ليشمل جميع مناحي الحياة بالتنسيق مع العديد من المؤسسات التأطيرية والتكوينية الوطنية. اللقاء حضره الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى الأستاذ محمد يسف الذي قال بأن هناك عناية حقيقية بطلبة العلم من أعلى مستوى يفرضها تابث إمارة المؤمنين، وربط حفظ الوطن بحفظ ورعاية أهل القران وحفظته ومدارسهم، كما أشاد بالدور الذي تضطلع به مدارس سوس وعلماؤها في نشر العلم واحتضان طلبته. وحمل الطاهر التجكاني رئيس المجلس العلمي للمغاربة القاطنين بأروبا من خلال كلمة بالمناسبة مشاعر المسلمين بأوروبا تجاه وطنهم مضيفا أن المجلس الذي يترأسه يعتبر جزءا لا يتجزأ من المجالس العلمية بالوطن الأم، كما وجه كلمة لطلبة العلم بمدرسة الرحمان العتيقة حثهم فيها على الصبر والمثابرة والانطلاق والافتخار بحمل القرآن.وفي محاضرة رئيسة بالمناسبة، تناول الدكتور محمد الروكي رئيس جامعة القرويين وعضو المجلس العلمي الأعلى موضوع إمارة المؤمنين كثابت من أربعة ثوابت توافق عليها المغاربة مند عقود خلت، وقال أن امارة المؤمنين هو اختيار المغاربة لتدبير شؤون دينهم، مفصلا من خلال مبحثين دورها في حفظ الدين وأثرها في حماية الوطن، مؤكدا على أن إمارة المؤمنين إرث حضاري اختص به المسلمون وعاش عليها المغاربة من عهد المولى إدريس إلى عهد العلويين وبقيت لديهم كمؤسسة جامعة موحدة محافظين عليها وعلى ثوابتها. وعرف مساء اليوم ذاته زيارة وفود اللقاء لمدرسة الرحمن العتيقة المتواجدة بدائرة اغرم، والتي يشرف عليها الفقيه الحاج الطيب المندر والتي تؤوي حوالي 300 طالب علم.