اتفق فضيلة الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر وبطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية البابا شنودة الثالث فى الرأى على حرمة استنساخ البشر. وقالا إن الأصل فى خلق الله للعالم هو وجود الذكر والأنثى وأن ما دون ذلك هو خارج على الأخلاق وكل الديانات. وأوضح شيخ الأزهر فى هذا الإطار أن الاستنساخ بغرض التداوي " كاستنساخ خلايا الكبد، أو لتوفير الغذاء " كاستنساخ سلالات من البقر أو الماعز تدر لبنا ولحما، حلال شرعا. وبين أن الاستنساخ بالطريقة التى يلهث من حولها العالم لنسخ البشر هو "حرام شرعا"، وذلك وفقا لما نشرته مجلة "المصور" الأسبوعية. كما أجمع د. طنطاوى وأستاذ طب النساء والولادة الشهير د. محمد أبو الغار، على أن ما دون وجود الذكر والأنثى هو حرام وخارج عن الأخلاق لأن الاستنساخ لا يشترط لقاء الذكر أو الأنثى "بأية طريقة" ويمكن أن ينتج عن خلايا ذكورية فقط "لإنتاج الذكور" وأنثوية فقط "لإنتاج الإناث". أما البابا شنودة فأكد أن الاستنساخ ضد الدين " لأن الله أوجد العالم من ذكر وأنثى وجعل الأسرة هى الخلية الأولى للمجتمع" واصفا الاستنساخ بأنه "جريمة" فى حق الإنسانية ويحط من كرامة الإنسان. وذكر أن الطفل المستنسخ لا يعرف له نسب ولايعرف له عائلة ينتمى إليها، معتبرا ما قيل من أن مخلوقات قادمة من الفضاء هى التى خلقت البشر من خلال الاستنساخ بأنه" لغو وتخريف لا يثبته عقل ولا فكر ولا تاريخ". وقال د. أبو الغار إن الخوف من الاستنساخ يجب ألا يبعدنا عن متابعة هذا التقدم العلمى المذهل" وإن كان شاذا فى أهدافه"، مضيفا أن مصر ليست فى حاجة لتشريع جديد لمنع هذه التجارب لأنها تحتاج إلى أموال ضخمة وخبرات نادرة. أما بخصوص أطفال الأنابيب فقد أوضح شيخ الأزهر أن أطفال الأنابيب حلال شرعا لأنها تعالج مرضا، مبينا أن الفقه الإسلامى أوضح أن الجنين نتاج ذكر وأنثى، وأن الرحم البديل "كما الأم البديلة" حرام. وكان شيخ الأزهر قد أحال موضوع الاستنساخ البشرى إلى مجمع البحوث الإسلامية لدراسته وبيان الحكم الشرعى بشأنه، باعتبار أن الاستنساخ مسألة علمية وطبية معقدة لم تتضح معالمها بعد وتحتاج لأطباء وعلماء. ومايزال الجدل يدور فى العالم بعد الإعلان عن ولادة أول طفلة مستنسخة في فرنسا.