استولت بحرية الاحتلال الصهيوني، أول أمس، على سفينة «إيستل» الفنلندية القادمة لفك الحصار البحري عن قطاع غزة في المياه الإقليمية على بعد (38) ميلاً من شواطئ القطاع المحاصر. ونقلت صحيفة «فلسطين الآن» التي تصدر في غزة عن الناطق باسم اللجان الشعبية لكسر الحصار «علي النزلي» تأكيده أن البحرية الصهيونية حاصرت السفينة الفنلندية على بعد 38 ميلاً من قطاع غزة. وأوضح النزلي أن زورقين حربيين صهيونيين حاصرا السفينة وطلبا من القبطان العودة من حيث أتى إلا أن الأخير رفض. وتحمل السفينة الفنلندية على متنها (19) متضامناً من جنسيات مختلفة من بينهم عدد من أعضاء البرلمان، وتهدف إلى إيصال رسالة إلى أهل غزة والمساهمة في كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات. حماس تستنكر من جانبها، عدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني على سفينة «ايستيل» واختطاف المتضامنين من على متنها قرصنة وعربدة صهيونية وجريمة بحق الإنسانية وجريمة إضافية بحق الشعب الفلسطيني وبحق المتضامنين معه وتمادي الاحتلال في جرائمه. وأدانت الحركة في بيان نشره موقعها الرسمي بشدَّة هذا الاعتداء الصارخ على سفينة المتضامنين مع قطاع غزة، وعدته قرصنة فاضحة وإمعانًا في تضييق الحصار على الشعب الفلسطيني. ووجهت الحركة التحية للقائمين على هذه السفينة، وثمِّنت جهودهم وتضامنهم، مؤكدةً أنَّ محاولات الاحتلال وجرائمه ضد قطاع غزة لن تزيد الشعب الفلسطيني إلاَّ تمسكًا بحقوقه وثوابته. ودعت منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى تحمّل مسؤولياتهما، والعمل على فك الحصار عن قطاع غزة وإنهاء معاناة أهلنا المحاصرين. من جهته، قال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة في تصريح ل«فلسطين الآن»: «أن الاعتداء على السفينة «ايستل» نتيجة للصمت الدولي لما يجري في قطاع غزة من جرائم وبعد أحكام حصار غزة وجريمة أسطول الحرية مرمرة». وأضاف: «هذه الجريمة تأكيد على أن الاحتلال ماض في أحكام وعزل قطاع غزة ضارباً بعرض الحائط كل الأصوات الرسمية والشعبية المنادية بفك حصار غزة». وأشار برهوم إلى أن هذا الاعتداء وهذه الجريمة يجب أن يكون حافزاً لمزيد من سفن وقوافل المتضامنين مع غزة وضرورة التحرك الإقليمي والدولي الرسمي والشعبي لفك حصار غزة وإنهاء معاناة أهلها». قرصنة بحرية بدوره، أكد النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن مهاجمة جيش الاحتلال الصهيوني سفينة «ايستيل» في عرض البحر واعتقال المتضامنين الأجانب عملية قرصنة بحرية غير قانونية. وشدد الخضري في تصريح صحفي، على حق المتضامنين الأجانب وأحرار العالم بالتضامن مع الشعب الفلسطيني والوصول إلى غزة عبر البحر وعبر كافة السبل لكسر الحصار الإسرائيلي عنه. ودعا المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والحقوقية للتدخل العاجل لإنقاذ حياة المتضامنين، محملاً الاحتلال المسئولية عنهم. وقال «على الاحتلال التفكير في إنهاء الحصار عن غزة لأنه غير أخلاقي، بدلاً من التفكير في مواجهة المتضامنين مع غزة». وشدد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على حق الشعب الفلسطيني في ممر مائي يربط غزة بالعالم الخارجي، مبيناً أن هذا الحق سينال دعماً من أحرار العالم والمجتمع الدولي ومؤيديه والتحركات الهادفة إلى إنهاء الحصار. وكانت «ايستيل» تحركت من السويد، ووصلت ميناء نابولي الإيطالي في الرابع من الشهر الحالي، بعد جولة أوروبية قادتها إلى فنلندا وفرنسا وإسبانيا، ومن ثم انطلقت في مهمتها الإنسانية لكسر الحصار على غزة. وتقل السفينة الشراعية التي صنعت عام 1922 على متنها متضامنون أوروبيون، بينهم من يحمل الجنسية «الإسرائيلية»، إضافة إلى مساعدات رمزية عبارة عن أدوات مدرسية وطبية، ومواد بناء.