قالت دراستان أخيرتان لمركز «أبواب الإعلام» الموجود بالسعودية إن المغاربة أكثر تصفحا للمواقع الإباحية مقارنة مع نظرائهم من السعودية والأردن والكويت ومصر، وذلك بعد جرد وتحليل للخمسين موقعا الأولى والأكثر تصفحا في الدول التي شملتها الدراسة. ذات المركز وفي دراسة مماثلة همت مجموع المسلسلات المعروضة على الشاشات العربية خلال شهر رمضان المنصرم «1433» أفادت أن مشاهد العري والإيحاءات الجنسية تهيمن على المسلسلات العربية، الدراسة التي أشرف عليها متخصصون أكدت أن القنوات التلفزية العربية تحولت إلى ما وُصف بالوحش الكاسر الذي يلتهم الجمهور، وأن المسلسلات التي تعرضها أصبحت تجارة دون مضمون، مبينة أن جل الفضائيات العربية تعتمد في برامجها على الإساءة والاسفاف والاستهزاء بالإنسان. وبالعودة إلى الدراسة الأولى التي تحمل عنوان «ماذا يتصفح العرب؟» قامت بجرد الخمسين موقعا الأكثر تصفحا لدى العينة التي اختارتها في كل من الدول الخمسة المعنية بالدراسة وقامت بتصنيفها فوجدت أن المغاربة لديهم صفر بالمائة في تصفح المواقع العلمية والإسلامية والنسائية ومابين 4 و8 بالمائة بين مواقع الترفيه والأخبار والدردشة والرياضة والأغاني في حين وصلت نسبة تصفح المواقع الإباحية 10 بالمائة ومواقع الخدمات ب 38 بالمائة. الدراسة خلصت إلى العديد من الاستنتاجات منها أن المواقع الاستهلاكية ( الخدمات والدردشة والترفيه وغيرها .... ) أخذت نصيب الأسد من اهتمام المتصفح العربي بصفة عامة ، وكذلك من اهتمام المتصفحين في الدول محل الدراسة . واعتبرتها تعبر عن ثقافة الاستهلاك التي يعيشها العرب ليس في مجال الانترنت فقط، ولكن في كل جوانب حياتهم . الدراسة استنتجت أيضا أن الموقع الإباحية أخذت حيزا من اهتمام المتصفح العربي وبلغت شأنا لم تبلغه أي من المواقع الإسلامية أو العلمية، وهو ما اعتبرته الدراسة مؤشرا خطير يجعل من الاهتمام بالجنس في حس العربي أعمق من اهتمامه بالدين أو النواحي العلمية. أما الدراسة الثانية التي حملت عنوان «دراما رمضان 1433». وأظهرت الدراسة الثانية للنفس المركز والتي اعتمدت منهج التحليل الكمي لعينة محددة شملت الأعمال التي عُرضت في شهر رمضان الماضي، هيمنة مشاهد العري والايحاءات الجنسية بأزيد من 1806 مشاهد تليها مشاهد التعبيرات الجنسية المحسوسة كاللمس والقبل ب 428 مشهدا ثم مشاهد تناول المخدرات وشرب الخمر ب 144 مشهدا. وخلصت الدراسة نفسها والتي جاءت تحت عنوان «دراما رمضان 1433: دراسة وتحليل» إلى أن المسلسلات الرمضانية أظهرت المخالفات الأخلاقية كأنها أمر طبيعي ومقبول وأن كل الأعمال الدرامية افتقدت لفريق العمل الذي يدرس فكرتها وأنها كانت بقرارات فوقية وُصفت بالارتجالية والفوقية من مسؤول ما في القنوات مما جمد حسب الدراسة الطاقات وضيع الأفكار. الدراسة المشار إليها قالت إنه تم إنتاج حوالي 200 مسلسل خلال رمضان الماضي توزعت على 61 قناة متخصصة في الدراما والمسلسلات، محددة نسبة الكوميديا في 29,9 % والدراما في 64,2% فين حين لم تتجتوز نسبة المسلسلات التاريخية نسبة 6%، كما ورد بالدراسة ذاتها معطيات تفيد أنه وخلال رمضان الماضي تم عرض 62 مسلسل مصري و35 سوري و26 خليجي و22 مسلسل من دول المغرب العربي بالاضافة إلى 4 مسلسلات لبنانية. تعليقا على الدراسة المرتبطة بالدراما في شهر رمضان قال عبد المالك حنين، رئيس جمعية مبدعي ومهني السمعي البصري بالمغرب، في تصريح ل «التجديد» إن لجن قراءة الأعمال الدرامية لا تقوم بدورها، واعتبر ذلك حقيقة مرة، وتابع حنين أن اللجن كما تفضلت الدراسة وعندنا بالمغرب على وجه الخصوص لا تقرأ النصوص أو حتى عندما تقرؤها أحيانا تقوم بالتغاضي على العديد من التجاوزات ، كما تغفل هذه اللجن مرحلة ما بين السيناريو ومراحل الإخراج حيث يتم التلاعب بالنصوص من طرف العديد من المخرجين إما بالزيادة أو النقصان، كما أنها لا تقوم باستدعاء المخرج والتتبع معه ولما لا مساءلته عن تلك التجاوزات وهذا الوقائع يؤكد عبد المالك تكون لها انعكاسات سلبية على الأعمال الدرامية وبالتبع على المشاهد العربي والمغربي.