تهدف الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة الغرب الشراردة بني احسن من خلال التنسيق المؤسساتي العقلاني بين مختلف مصالحها و كذا النيابات الإقليمية في كل من القنيطرة و سيدي سليمان و سيدي قاسم إلى إنجاح الدخول المدرسي 2013-2012 ضمانا للإنسجام التام جهويا و إقليميا. و يشكل البحث التربوي مجال اهتمام الأكاديمية الجهوية إيمانا منها بدوره الأساسي في التقويم المستمر للنظام التعليمي بالجهة، و كذلك بدوره البنيوي و الاستراتيجي في تطوير العملية التعليمية و في اتخاذ القرارات المناسبة ، و مساهمته في تطوير المناهج التعليمية و الوسائل التربوية و الرفع من مردودية العملية التعليمية. من هذا المنطلق يجسد المختبر الجهوي للبحث التربوي حلقة من حلقات التحديث التربوي. لقد عرف البحث التربوي قفزة نوعية انتقلت من مستوى التنظير إلى مستوى التطبيق و التجريب الميدانيين. و الاشتغال على البحث التربوي أصبح اليوم واقعا بمنظومتنا التربوية بالجهة، وحصيلته السنة الماضية يمكن اعتبارها جد إيجابية بالمقارنة مع قصر المدة التي تفصلنا عن الانطلاقة الفعلية لهذا المشروع والتي لا تتعدى أقل من السنة. حيث تم إحداث 21 فريق بحث على الصعيد الجهوي، و تشمل هذه الفرق تخصصات متعددة. كما أنجزت خمسة بحوث في صيغتها النهائية على الشكل التالي: -« تطوير الكفايات المهنية لدى مدرس الفلسفة : الحجاج في درس الفلسفة نموذجا » -« وظيفية درس اللغة العربية بالشعب العلمية والتقنية من التعليم العام: تشخيص الواقع وتطوير الآفاق » - « Impact de la pédagogie de l'intégration sur le rendement scolaire des élèves au primaires :Cas de la 6ème année dans la région du GHARB CHRARDA BNI HSSAN » - « facebook : Quels apports pédagogiques » - « La gymnastique artistique sportive (SOL et table de saut) entre La Programmation et l'évaluation au second cycle d'enseignement qualifiant ». و هناك بحوث في طور الإنجاز تباشر فرق البحث إنجازها و هي على الشكل التالي: - « أثر برنامج تيسير على الحد من ظاهرة الهدر المدرسي » - « تدني المستوى القرائي عند المتعلمين في جهة الغرب الشراردة بني احسن (السنوا لولى نموذجا) » - « أثر تكوين بيداغوجيا الإدماج على الممارسة المهنية (أساتذة التعليم الإبتدائي نموذجا) » - « المعلومة في مادة التربية التشكيلية في زمن تعدد المصادر » - « نوادي الإنصات داخل المؤسسات التعليمية بجهة الغرب الشراردة بني احسن أي دور ؟ » و رغم صعوبة المجال وخصوصيته، فإن الأكاديمية الجهوية استطاعت أن تساند جميع المبادرات الهادفة إلى تكريس البحث التربوي كنشاط يدخل ضمن الأنشطة اليومية لمختلف الممارسين. كما استطاعت التأقلم والنجاح في مهمتها لتحسين الحكامة داخل المنظومة التربوية بالجهة، من خلال تطوير إطار من المعارف والتشخيصات والنتائج حول مختلف الجوانب المتعلقة بتدبير المنظومة التربوية على مستوى الجهة. و تهدف الأكاديمية الجهوية من خلال ذلك إلى رصد التجارب الميدانية ونشر نتائج البحوث لاستشراف الآفاق المستقبلية للبحث التربوي، على اعتبار أن تقاسم المهارات والخبرات الوطنية لأعمال البحث والتطوير التربوي يعد من الدعامات الأساسية لضمان مصداقية وموضوعية المعطيات والتحاليل، ومن ثم تمكين المسؤولين من اتخاذ القرارات التربوية بالارتكاز على قدر وافر من المعطيات و التحليلات الموسومة بالنجاعة والموضوعية.إن البحث التربوي يشكل قناة لتبادل الخبرات و التجارب بين رجال التربية و التعليم أيا كان موقع مسؤولياتهم . فهو و سيلة مساعدة على بلورة مبدأ ربط التعليم بمحيطه الإجتماعي و الإقتصادي. و هو عملية في متناول الأستاذ لفهم تصرفاته، و تحديد نجاحاته، وهواجسه في رصد صعوبات الممارسة الصفية مع التلاميذ، و تحديد عناصر الدرس الجيد، وكذلك لتطوير الفهم المهني أثناء ممارسته لمهامه. و هذا يحيلنا إلى أن التحول النظري والمفاهيمي لمهنة المدرس كونه لم يعد مجرد مستهلك للمعرفة، بل كذلك منتجا لها على ضوء المقاربات التربوية الحديثة المستعملة. هذا بالإضافة إلى التحول الذي يجب أن يعرفه القسم ليخرج من طبيعته النمطية إلى طبيعة أخرى أكثر ديناميكية تتداخل فيها مؤشرات متنوعة ذات ارتباط وثيق بالعملية التعليمية التعلمية.كما أن البحث التربوي لم يعد في دائرة اختصاص الباحث المتخصص، حيث أصبح من المهمات الأساسية للمدرس الممارس باعتباره الأقرب لفهم الظواهر التربوية، ومن ثم تحديد العناصر النوعية أثناء الممارسة الصفية، وهكذا يتم ربط النظرية بالممارسة العملية وهذا بطبيعة الحال ما يسمى بالبحث التدخلي. و لتطوير البحث التربوي بالجهة و جعله يساير التدابير المتخذة بمناسبة الدخول المدرسي 2012-2013، يطرح المختبر الجهوي للبحث التربوي من خلال استراتيجيته في إطار التنسيق مع مختلف المصالح التابعة للأكاديمية الجهوية، برنامجا يرتكز على تطوير علاقات الشراكة و التعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية و غير الحكومية الوطنية و الدولية التي تهتم بالبحث العلمي بكل تجلياته و على اختلاف مستوياته، وكذلك التنسيق مع المختبرات الجهوية للبحث التربوي التابعة للأكاديميات الأخرى على مستوى التراب الوطني من أجل تقاسم الخبرات والتجارب و إنجاز بحوث علمية تربوية في مجالات متخصصة. بالإضافة إلى تقويم و دراسة نتائج الامتحانات.كما سيعمل المختبر الجهوي على دعم و تطوير قدرات فرق البحث الجهوية من أجل إنجاز بحوث علمية تربوية، و تنشيط البحث التربوي عن طريق عقد ندوات و أيام دراسية تنصب على موضوعات تتعلق بمناهج و تقنيات و طرق البحث في التربية و الديداكتيك بالإضافة إلى إصدار مجلات تربوية. إن البحث التربوي أضحى وسيلة ناجعة لعقلنة نظامنا التعليمي ككل بالجهة على الخصوص، لذا تقتضي الضرورة القصوى اليوم إشراك المختبر الجهوي للبحث التربوي في تحليل و تقويم البرامج و الكتب المدرسية، و اقتراح ما يمكن إدخاله من تعديلات عليها، لكي يكون أداة أساسية في تطوير التربية و التعليم و فق حاجيات المحيط. و لاشك أن الطاقات العلمية التي تحتضنها جهة الغرب قادرة على رفع هذا التحدي إن تظافرت جهودها و تعاضدت و حققت التكامل المأمول.