تتوالى ردود الفعل الدولية الرسمية والشعبية المستنكرة للفيلم الأميركي المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم «الإسلام القصة غير المروية»، الذي أخرجه الإسرائيلي الأميركي «سام بازيل» وأنتجه المحامي المصري القبطي موريس صادق الذي هاجر لأمريكا سنة 2000. وتهجم الفيلم على الإسلام والمسلمين ووصف النبي محمد عليه الصلاة والسلام وصحابته ونساءه بأقبح النعوت. وبدأ عرض الفيلم بدور السينما الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي بالتزامن مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر فى الولاياتالمتحدة.وطالبت القاهرة البيت الأبيض والإدارة الأمريكية باتخاذ موقف حازم من منتجي الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم في إطار المواثيق الدولية التي تجرم الأفعال التي من شأنها إثارة الفتن على أساس العرق أو اللون أو الدين. من جهته دان الفاتيكان «الاهانات والاستفزازات» لمشاعر المسلمين وكذلك أعمال العنف الناتجة عنها. وقال «فدريكو لومباردي»، المتحدث باسم الفاتيكان ان «التبعات الخطيرة للاهانات والاستفزازات غير المبررة لمشاعر المؤمنين المسلمين تظهر مرة جديدة بوضوح في هذه الأيام».وأسفرت الاحتجاجات وحالة الغضب الشعبي منذ أول أمس، عن اقتحام مقرات دبلوماسية أمريكية في مصر وليبيا، قُتل خلالها السفير الأمريكي في ليبيا رفقة ثلاث دبلوماسيين آخرين. واقتحم متظاهرون مصريون جدران سفارة الولاياتالمتحدةبالقاهرة، وأنزلوا العلم الأمريكي من فوق أسوارها . واستنكر مولاي عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الإساءات المتتالية للرسول، وحمل المسؤولية ل»ألجهات التي تأذن وتمول وتروج وأيضا التي تسكت عن هذه الأعمال»، وحذر بنحماد في تصريح ل»التجديد»، من «التخريب والإفساد أو إزهاق الأرواح»، وقال «الإساءة لا تقابل بالإساءة ونؤكد أن الوسائل السلمية والحضارية هي أقوى وأنفع من غيرها». من جهة أخرى، اعتبر مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، أن «الأمة الإسلامية عبر التاريخ لم تكن متحرشة بالآخرين ولم تكن معتدية، وأضاف بنحمزة في تصريح ل»التجديد»، «موقع القوة هو أن لا نرد على الفعل بالعنف، وأعتقد أن الكثيرين يستدرجون الأمة الإسلامية للعنف، وإن وقعت في هذا الفخ، خسرت حاضرها ومستقبلها». أما سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي، طالب في تصريح ل»التجديد»، ب»توافق دولي لإقرار مواثيق تجرم مثل هذه الإساءة، وتؤكد على ضرورة احترام وتقدير الأديان والأنبياء». حسن بنشليخة، الناقد والمخرج السينمائي، اعتبر ما يقع «حملة مؤطرة ومقننة ومبرمجة وتدخل في استراتيجية عامة للنيل من التراث الإسلامي ومن الشعوب الإسلامية»، وأشار المتحدث في تصريح ل»التجديد»، إلى أن «مشوار سينما هوليود معروف بإخراج أفلام تستفز شعور المسلمين».