خرج أول أمس الأربعاء مئات المتظاهرين في وقفة تضامنية بمركز مدينة زاكورة مع عائلات ضحايا الحادث المؤلم الذي خلف أزيد من 42 قتيلا، واحتجاجا على ما وصفوه ب «مسؤولية الدولة» في هذه الكارثة الإنسانية، التي أظهرت - حسب المحتجين- غياب المراقبة والتهميش الذي يطال البنيات التحتية بالجنوب الشرقي. وفي أعقاب ذلك، طالب المحتجون الدولة بالضرب بيد من حديد لكل من يستهتر بصحة وأمن المواطنين من مسؤولي المراقبة الطرقية ومستخدمي مراكز الفحص التقني للعربات، عبر تحديد المسؤوليات بدقة ومعاقبة المتورطين. مشددين على ضرورة تدخل المسؤولين المركزيين للعمل على رفع الإقصاء الذي يطال هذه المناطق على مستوى المسالك الطرقية والخدمات الاجتماعية. من جهة أخرى، دعت فعاليات جمعوية وحقوقية بورزازات في بيان لها عبر الشبكة العنكبوتية، إلى تنظيم وقفة احتجاجية تضامنية مع أسر الهالكين بساحة الموحدين وسط المدينة يوم الأحد القادم. كما أعلن آلاف مستخدمي الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية (أعلنوا) الحداد لمدة ثلاثة أيام للتعبير عن تضامنهم مع أسر الضحايا، من خلال وضع صورسوداء على صفحاتهم الشخصية. وطالبوا بالمقابل الدولة المغربية بإعلان حداد رسمي حتى يتضامن جميع المغاربة مع أسر الضحايا. وبمدينة طنجة دعت فعاليات شبابية إلى القيام بمبادرة تضامنية في إطار التفاعل مع تداعيات الحادث المأساوي الذي خلف أزيد من 42 قتيلا، وتتمثل هذه المبادرة في وقفة صامتة بساحة الأممبطنجة اليوم الخميس ابتداء من الساعة السابعة مساء، دعوا فيها المشاركين بالوقفة إلى تكميم الأفواه ورفع لافتات ولوحات تعبر عن حدادهم و عن دعمهم لأسر ضحايا الحادث. وفي موضوع ذي صلة، أفادت مصادر من زاكورة، بأن المنطقة عاشت أمس على وقع الحزن والأسى، وهي تستقبل قافلة جثامين قتلى الحادث، التي نقلتها أزيد من 30 سيارة إسعاف من مراكش إلى مثواها الأخير بمختلف دواويرالاقليم. فيما أكد المصدر ذاته ل «التجديد» ارتفاع قائمة الضحايا لأزيد من 50 قتيلا، جلهم من نفس المنطقة.هذا، وعرف حي «تمصيطة» بالمجال الحضري لزاكورة أكبر حشد جنائزي، حيث تم دفن جثامين 8 ضحايا من مختلف الأعمار بمقبرة زاكورة. وأضاف مصدر «التجديد» أن سلوك السائقين تغير بشكل ملحوظ في الطرق المؤدية من وإلى زاكورة، عقب الحادث المأساوي، رغم أن أي إجراءات ملحوظة لم تسجل لحد الآن من الجهات الرسمية. فيما لا تزال جثامين لضحايا آخرين لم تتمكن المصالح الطبية من التعرف على هويتها، حسب المصدر ذاته.