قال المفكر الإسلامي "امحمد طلابي" إن الحرية الفردية في الغرب هي نظام رق جديد أصبح فيه الإنسان عبدا لإله الشهوة فاقدا لحريته، ونظام يهدر الآدمية ويقربها من حالة القطيع والبهائم، وهو ما يتعارض مع المفهوم الصحيح لحقوق الإنسان، موضحا في محاضرة لشبيبة العدالة والتنمية بابن احمد حول "الحريات الفردية بين العلمانية والإسلام" ، أن الإسلام لا يتعارض مع حرية الشهوة بشكل مطلق، ولكنها منضبطة بقواعد الحلال والحرام، مشددا على أن الهدف الأسمى للإنسان هو صيانة الآدمية. واعتبر" طلابي" أن مفهوم الحرية الفردية يتحدد من خلال أربعة أوعية: الوعاء الغائي، الوعاء الفلسفي العقدي، الوعاء السلوكي، والوعاء الأخلاقي، مشيرا إلى انه إذا كان الإنسان في نظر الغرب مجرد حيوان (ناطق، أو ذكي، أو تاريخي،...)، فإنه في الإسلام آدمي وفقط وليس حيوانا. وفي السياق ذاته أكد الداعية الإسلامي "طلابي" بأن انتشار مظاهر الترويج لمفهوم الحرية الفردية في هذه الفترة، راجع بالأساس لسقوط إيديولوجية اليسار بكاملها باستثناء الإلحاد والعلمانية، واستبداله بمشروع مناهضة الإسلاميين والصحوة الإسلامية، وتحول مشروعهم الإيديولوجي بعد فشله إلى مجرد مشروع للإباحية، وهوما وصفه الأستاذ "الطلابي" بالوعي الشقي، مشبها حالة العلمانيين اليوم بانتفاضة الدجاجة المذبوحة، نظرا لخوفهم من الآتي أي الإسلام. وعن حصيلة التدافع بين المشروعين العلماني والإسلامي، قال "امحمد طلابي" بأن الانتصار سيكون للقيم الإسلامية، مستدلا بعاملين أساسين، أولهما الصحوة الدينية العالمية التي تشهد عودة قوية للمجتمعات العالمية، ومنها الغربية للدين، الذي عاد منتصرا من حكمين جائرين، حكم النفي الذي طبقته الثورة الفرنسية وحكم الإعدام الذي طبقته الثورة البلشفية، وثانيهما يوضح دخول العالم الإسلامي ومركزه الأساسي - العالم العربي- عصر الصحوة الديمقراطية.