أدى انهيار كهف بالمدينة القديمة ببني ملال أول أمس الأربعاء إلى إصابة عامل إصابات بليغة نقل على إثرها إلى المركز الاستشفائي الجهوي بالمدينة. وقالت مصادر مطلعة ل «التجديد» إن حادث الانهيار وقع لما كان عمال شركة صاحبة الامتياز لمد قنوات الصرف الصحي بالمدينة القديمة تقوم بأشغال حفر في زنقة «الكركور» وسط المدينة فهوت القشرة الأرضة ومعها العامل المصاب إلى عمق يزيد عن 5 أمتار قبل انتشاله من قبل عناصر الوقاية المدنية في حالة غيبوبة وتم إيداعه قسم العناية المركزة بالمستشفى الجهوي. ويشار إلى أن الانهيار خلف هلعا وتوجسا كبيرين وسط السكان، كما أحدثت الأشغال الجارية لمد قنوات المياه العادمة انقساما في صفوف السكان بين مؤيد لاستئناف الأشغال ومعارض، إذ فضل الصنف الأخير توقيف الشغال مخافة وقوع انهيارات أخرى قد تجبرهم على الرحيل قسرا من هذا الزقاق القديم والذي يأوي فئات فقيرة، فيما فضل الصنف الأول استئناف الأشغال باعتبار قنوات الواد الحار تجهيز ضروري يحمي بناياتهم من التآكل الذي يقع بسبب صب المياه العادمة في الكهوف. ومن جانب آخر استنكر العديد من أبناء المدينة القديمة الذين التقتهم «التجديد» عدم حسم إعادة تأهيل المدينة القديمة وإبطال مفعول ما أسموه «القنبلة الموقوتة» التي تهدد أرواحهم في كل وقت وحين في إشارة إلى الكهوف والمباني الآيلة للسقوط، متسائلين من جانب آخرعن الدراسات المنجزة من قبل الوكالة الحضرية وكلية العلوم والتقنيات ببني ملال وأحد مكاتب الدراسات من جهة ونصيب المدينة القديمة من المبلغ المرصود للتأهيل الحضري للمدينة والذي يفوق 100مليار سنتيم على مدى 3 سنوات (2011-2013) من جهة أخرى. ويذكر أن المدينة القديمة تمتد على مساحة 35 هكتارا وعدد بناياتها حسب مكتب للدراسات يبلغ 2781 منها 1645 منزلا مبني فوق الكهوف أي بنسبة 60 في المائة منها و77 في المائة من بناياتها مسكونة أي 1283 مسكن والباقي 33 في المائة مساكن فارغة. وفي غياب إحصائيات رسمية أدت الانهيارات بالمدينة القديمة إلى حد الآن إلى مقتل 21 شخصا تقريبا وانهيار أزيد من ستين منزلا