خص الدكتور الشاهد البوشيخي الطلبة الباحثين، خريجي الدراسات الإسلامية العليا، بلقاء مفتوح تحدث فيه عن محطات تنويرية من سيرته العلمية والعملية، مؤكدا أن تحقيق العلم النافع للأمة الإسلامية يأتي ثمرة جهود مضنية وقد نظم اللقاء بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط مساء الجمعة الأخير. افتتحت جمعية خريجي الدراسات الإسلامية العليا موسم أنشطتها العلمية أخيرا بالرباط، بتنظيم لقاء علمي حواري مفتوح مع الدكتور الشاهد البوشيخي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية. حضره ثلة من الباحثين. و تحدث الدكتور البوشيخي في البداية عن فضل التربية الوالدية وأثرها الفعال في بناء الشخصية، وربط البوشيخي توجهه العلمي والمعرفي بحرص الوالدين الشديد على حفظه للقرآن الكريم والنهل من مختلف العلوم الشرعية، وذكر البوشيخي أنه ختم حفظ القرآن في سن السادسة عشر، ودخل القرويين في سن الثانية عشر، وعرج البوشيخي على ذكر بعض المصاعب، ومزالق بعض الفقهاء، أنذاك في التربية والتوجيه، متأسفا عن ضياع 6 سنوات من عمره دون منهج تربوي تعليمي معتمد رغم ما كان يتمتع به من قابلية فطرية لاستلهامم ختلف المتون، وتناول البوشيخي المسار العلمي الذي واكب حدث انسداد أفق متابعة دراسة الدكتوراة بالمغرب، مما دفع به إلى البحث عن منافذ أجنبية تكفل له الحصول على الشهادة المرجوة، وحتى يتمكن من التدريس بالجامعة، بصفة دكتور بدل الاكتفاء بالإجازة فقط، فكانت فرنسا، الوجهة والبلد الذي سجل بها دكتورتين. وقبل متم الدكتوراة والحصول عليها بنحو سنة واحدة فتحت الأبواب من جديد بالمغرب في وجه الراغبين في إتمام الدكتوراة في شعبة الدراسات القرآنية، فرجح البوشيخي التخلي عن مشاريع الدكتوراه بفرنسا والعودة للتسجيل بالمغرب. واستطرد البوشيخي حديثه عن مظاهر الاختلاف بين المجتمع العربي، والمجتمع الغربي، ولم يغفل ذكر بعض المشادات التي كانت تطرأ في حياته الدراسية، وهو طالب لمدرسين أجانب، وأسلوب تعامله مع طلبة ذوي التوجه اللاديني، والمنهجية التي مكنته من الاحتفاظ بمنصبه أستاذا بجامعة هيمن الفكر الشيوعي علىها مؤطريها( بفتح الطاء) ومؤطريها. وتطرق البوشيخي في معرض حديثه عن التوجه الذي اختص به في استحداث وحدة علمية للبحث في المفاهيم المصطلحية، وأسس لأجله معهدا في المصطلحات الحديثة، حيث ذكر البوشيخي ما يشاع من الأحكام المطلقة، في مجال النقد خاصة، لما ظهر ويظهر من النصوص النثرية أوالشعرية وغير ذلك من الأعمال التي تستوجب وصفا أدبيا، من مثل الحكم عليها بالسلاسة والركاكة، والسهولة، وهي أحكام مشاعة، لم تحدد لها مفاهيم خاصة،. وختم اللقاء بالرد على جملة من الأسئلة التي طرحها مجموعة من الطلبة الباحثين، حيث تحدث البوشيخي عن حياته الشخصية والأسرية، وعن صدى زخمه الفكري والديني، وأثره في توجيه الأبناءسواءأبناء الدم أو العلم. خديجة دحمني