هل الشركة هي من تصنع الهواتف أم تكتفي بتركيبها، خصوصا أن بعض أجزاء الهواتف يصعب تصنيعها بالمغرب؟ ❍ يجب أولا معرفة الفرق بين التركيب والتصنيع، فقد وضع المغرب الضوابط منذ 20 سنة، فإذا كانت القيمة المضافة في المنتوج أكثر من 40 في المائة نسميه تصنيعا، وإذا كانت أقل من 40 في المائة يسمى تجميعا، وفي الحالة الأولى يسمح للشركة بكتابة صيغة «صنع في المغرب» على منتوجها. ونحن نعمل على تصدير بعض المنتوجات إلى البلدان التي وقع معها المغرب اتفاقيات للتبادل الحر. ومن المتوقع أن نطلق الهواتف الذكية خلال السنة المقبلة، وسوف نبدأ مشروع التوزيع خلال هذه الفترة. ولدينا عقد مع إحدى الشركات الإيطالية الرائدة في مجال الحواسب، ويسمح لنا هذا العقد من تجميع الهواتف والسيرفورات والحواسب، منذ عدة سنوات. ماذا عن مشكل المنافسة خاصة أن المنتجات المستوردة من الخارج تكون بأثمنة منخفضة؟ ❍ هذه نقطة حساسة، لأن في البلدان الأخرى يتم دعم المنتجات والشركات الوطنية وتحفيزها، و لكن للأسف في المغرب لا يتم دعم المنتجات المحلية، في مجال الالكتروني ليس هناك أي دعم للمنتوج المحلي، خصوصا في قطاع الحواسب، بل أحيانا يتم محاربتها، فإذا كانت الشركة من المغرب يتم إقصاؤها أحيانا من طلبات العروض، في حين تقبل المنتجات المجمعة في الخارج حتى ولو كانت من الصين. أنت كشاب مغربي خضت مغامرة الاستثمار في المجال الإلكتروني والتكنلوجية الحديثة، هل تظن أن من السهل الاستثمار في هذا المجال في المغرب، وكيف يمكن تطوير القطاع؟ ❍ الاستثمار في هذا الميدان يتطلب عددا كبيرا من اليد العاملة. كما أن جلب المنتوج من الخارج سيكون بكلفة أقل، أما إذا تم الاستثمار في المغرب وصنعناه في المغرب سيكون لك دور سوسيوا قتصادي مهم، وتخلق مناصب للشغل، لكن في الاختيار الأول سيكون لك ربح اقتصادي أفضل، خاصة كما ذكرت أنه لا نشجع المنتج المحلي. فمثلا برنامج إنجاز الذي يهدف إلى تمكين الطلبة من الحواسب النقالة، ليس هناك إشارة إلى تشجيع المقاولات المغربية والتجارة المحلية أو المنتوج المغربي. عكس تركيا مثلا التي دعمت شركة وطنية لصنع الحواسب، واتخذ أردوغان قرار تمكين جميع التلاميذ من الاستفادة من الحواسب الذكية أو الألواح الإكترونية TABLET، وهي تحتوي على جميع المواد الدراسية، هكذا دعم المنتج الوطني من جهة، و ساهم في تقدم مستوى التعليم من جهة ثانية. لتجاوز هذه الصعوبات يجب أن نجيب عن سؤال مهم، هل الدولة المغربية تريد أن تطور هذه الصناعة أم لا، إن كان الجواب نعم يجب ألا يكون مجرد القول، ويجب أن يكون الدعم وأن لا يتم تهميش المقاولات المغربة أو محاربتها، فهذا المجال قوي و حيوي وسنستفيد منه على غرار كل الدول التي استثمرت فيه مثل تركيا والبرازيل. وحتى بعض الدول الإفريقية استثمرت في هذا القطاع، إذ نجد حواسب بدبي مصنعة بهذه الدول، لأن تم إعانتهم من طرف الدولة. وأكدت إحدى الدراسات أنه إذا صنع المغرب كل الحواسيب التي يحتاجها محليا سيخلق على الأقل 10 ألاف منصب شغل، الجزائر اتخذت هذا القرار منذ 5 سنوات، و حاليا 50 في المائة من الحواسيب التي تباع في الجزائر هي من صنع محلي، لأن الدولة دعمت هذه المنتجات المحلية.