في البداية نود الحديث عن دواعي الإضراب؟ كما يعلم الجميع تخوض الشيغيلة التعليمية في إطار النقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل إضرابا لمدة 48 ساعة مصحوبا بوقفة أمام النيابات الإقليمية ،ووقفة وطنية أمام وزارة التربية الوطنية من أجل إثارة الانتباه إلى الأوضاع المتردية للمنظومة التربوية، وما يعيشه قطاع التعليم من اختلالات بنيوية ،وأعطاب هيكلية تستدعي تنظيم حوار وطني حول المسألة التعليمية بالمغرب، لأن التعليم هو البوابة المركزية لكل تنمية منشودة، ولأن التعليم هو الأساس والمرتكز الحاسم في بلاد ديمقراطي، وكذلك لأن التعليم هو المنطلق الأول والنهائي في بناء المغرب القوي الديموقراطي الحداثي ،لذلك فإن المطلب الملح اليوم هو مطلب وطني، هو إصلاح التعليم بما يستجيب لكل حاجيات البلاد الاقتصادية والاجتماعية،فالإصلاح من خلال المخطط الإستعجالي ليس هو البنايات، وليس هو ترميم المؤسسات و لا ينحصر فقط في البنية التحتية ،بل يرتبط أولا وأخيرا في بناء الإنسان، الإنسان القادر على الاندماج في المجتمع، الإنسان القادر على المساهمة في التنمية، الإنسان القادر على رفع كل التحديات على المغرب،فتعليمنا يشكو من أعطاب كثيرة وننبه إلى خطورته لأن مستقبل المغرب مرتبط أساسا بإصلاح حقيقي للمنظومة التربوية.
كلمة عن الحوار الاجتماعي. يمكن أن نساءل بالأمس حققتم مطالب أساسية بالنسبة لنساء ورجال التعليم واليوم تحتجون؟ بالفعل تحققت بعض الأشياء المرتبطة في الزيادة في الأجور ،والمرتبطة بالترقية الداخلية بكل عناصرها ومكوناتها والتي طرحناها في الملف المطلبي للنقابة الوطنية للتعليم، لكن اليوم نحتج على موضوع أخر نحتج على التعليم كمنظومة تربوية وعملية تعلمية معرفية، التي ستنهض بالمغرب، التعليم اليوم هو دون المستوى وغير قادر على رفع التحديات التي تواجهها بلادنا. هل مطالب النقابة الوطنية للتعليم مطالب مادية فقط؟ مطالبنا ليست مطالب مادية ،النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل لم تؤسس لأجل 6 في المائة أو 5 في المائة ، حققوقنا المادية والإجتماعية سندافع عنها ولكن هناك معضلة يعانيها المغرب ويتعلق الأمر بالمنظومة التربوية التي ينبغي إصلاحها إصلاحا حقيقيا وأن المخطط الإستعجالي هو برنامج فاشل.