محسن العبيدي الصفار بقلم محسن العبيدي الصفار يحكى ان احد الاغنياء كان يحمل صينية مليئة بالمشاوي اللذيذة الى بيته من اجل وليمة اعدها للتجار, وفي طريقه رأى رجلا فقيرا على ناصية الطريق وقد اغمى عليه فوقف عنده وساله عن مصابه فقال له انه لم ياكل شيئا منذ 3 ايام وان الجوع قد تملك منه ولم يعد فيه اي رمق ادمعت عينا الرجل الغني وبكى بحرقة على حال الفقير فقال له الاخير ياسيدي لاحاجة لك بالبكاء فقط اعطني بضع اسياخ من هذا الشواء وسأسترد عافيتي وتمضي انت في حال سبيلك , كفف الغني دموعه وقال للفقير مع الاسف فأني مستعد أن أبكي عليك ماشئت ولكنك لن تحصل مني على اي قطعة لحم .
من العجائب عند العرب الجدد هو انهم لاينصرون المظلوم ولايعيرون اي اهمية لاستغاثته ولايحركون ساكنا للتخفيف عنه ولهم في ذلك الف حجة وحجة وعذر , فلاهم لبوا استغاثة فلسطين ولا نصروا غزة ولا فعلوا اي شيئ لتحرير الكويت ولا منع غزو العراق ولا فوضى الصومال ولاتقسيم السودان وفي كل مرة كان اقصى مايقدرهم الله عليه هو بيان ادانة خجول لايغني من جوع ولا يدفئ من برد . والاعجب من ذلك انهم حالما تتدخل اي قوى اجنبية للقيام بما يفترض بهم القيام به تقوم قيامتهم ويعلو صراخهم واحتجاجهم وتخرج مسيراتهم الغاضبة في كل مكان . المثال الحي هو مايحدث في ليبيا فالسفاح القذافي يفعل الافاعيل بالشعب الليبي من قصف مدفعي وجوي وتسليط المرتزقة من اكلي لحوم البشر على البلاد والعباد ولم يتحرك اي بلد عربي او شعب عربي لنصرة الشعب الليبي بشكل واقعي ويوقف جرائم المجنون القذافي ولم تتعدى ردود الفعل العربية الرسمية والشعبية بضع هتافات او بضع نكات اطلقت على القذافي وانتهى . ولكن حالما تدخل المجتمع الدولي لفك الحصار عن الثوار في ليبيا وضرب قوات المرتزقة المسماة كتائب القذافي وشل قواته الجوية كي لاتتمكن من قصف البيوت الاهلة بالسكان تغير الوضع تماما وظهرت عندنا الحمية الوطنية والعروبية وعلا صوت الجميع للتنديد بالغزو الدولي لليبيا الذي يهدف الى استعمار وتقسيم ونهب ثروات الشعب الليبي ( اللي يسمع يفتكر ان الثروات ليست منهوبة طولا وعرضا من قبل القذافي واسرته ورفاقه المجرمين ). انا لست من مؤيدي التدخل الامريكي والدولي في اي بلد عربي ولست ممن يفرح بان تسقط قنابل الغرب على بلادنا ولكن يجب ان ندرك ان الفراغ مستحيل واننا ان لم نقم بدورنا في حل مشكلاتنا فلا نستطيع منع الاخرين من الدخول فيها لحلها وبعبارة اخرى مانكون مصداق المثل لا اعطيك ولا اخلي رحمة من احد تجيك . ان البكاء والعويل لن ينفع الفلسطينيين او العراقيين او الليبيين او الصوماليين بشيئ والمطلوب هو مدهم بالعون المادي القوي كي يتمكنوا من الوقوف بوجه اعدائهم اللذين هم اعدائنا في نفس الوقت . وعندما لانحرك ساكنا فلايحق لنا ان نعترض عندما يأتي الاخرين لتقديم المساعدة ومد يد العون بحجة انهم مستعمرين وصليبيين ونقول للشخص الذي يقصف بيته في ليبيا ليلا نهارا اننا لن نساعده ولن نفعل اي شيئ له وفي نفس الوقت يجب عليه ان يرفض اي يد تمتد اليه للعون . لنقم بواجباتنا كم يفترض وسنقطع الطريق ساعتها على كل من تسول له نفسه التدخل في شؤوننا وحتى ذلك الحين سيكون الوضع على ماهو عليه نحن نبكي والاخرين يعطون المشاوي !! --