في الوقت الذي كان فيه الآلاف من رجال ونساء التعليم المعتصمون بالرباط ينتظرون إنصافهم والاستجابة لمطالبهم التي دونوها في بياناتهم وبلاغاتهم ومذكراتهم المطلبية،خصوصا وأنهم دخلوا في اعتصامات وإضرابات منذ شهور إن لم نقل منذ سنوات،وهي بالمناسبة مطالب النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية والتي أضربت من أجلها وحاورت ووقعت لكن الوزارة أخلفت،في هذا الوقت الذي يأتي بعد خطاب 9مارس الشهير ،أبت جيوب المقاومة والإفساد إلا أن تفسد على الأسرة التعليمية وعلى ذويها استقرارهم العادي وغير العادي حيث تدخلت قوات الأمن والتدخل السريع في حق الدكاترة العاملين بقطاع التعليم المدرسي المعتصمين منذ 18فبراير المنصرم وكذا في حق الأساتذة المجازين حيث خلف التدخل الهمجي إصابات خطيرة بين كسور بليغة واعتقال وسب وقذف في حق رجال التربية والتعليم،بل حتى المرأة المدرسية لم تسلم من بطش من يفترض فيهم الحفاظ على أمن وسلامة المتظاهرين سلميا حيث تم كسر يد أستاذة مجازة ونقت دكتورة إلى المستشفى بمعية زملائها،حدث كل هذا يوم الخميس المنصرم الذي وصف بالأسود . وفي هذا الصدد أدانت المكاتب الوطنية للنقابات التعليمية الأربع ،النقابة الوطنية للتعليمCDT،النقابة الوطنية للتعليمFDT،الجامعة الوطنية لموظفي التعليمUNTM، والجامعة الوطنية للتعليمUMT،بشدة التدخل الهمجي والوحشي لقوات التدخل السريع والقوات المساعدة في حق رجال ونساء التعليم خاصة الدكاترة العاملين بقطاع التعليم المدرسي المعتصمين أمام مقر وزارة التربية الوطنية منذ 18 فبراير2011 ،وكذا في حق أساتذة التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي حاملي الإجازة وذلك يوم الخميس 24مارس2011 ،واعتبرت النقابات الأربع في بيان استنكاري وتضامني مشترك الاعتداء عليهم ،بمثابة اعتداء على الأسرة التعليمية بكاملها. ودعت في الوقت نفسه إلى متابعة ومحاسبة المسؤولين عن هذا التدخل القمعي الذي يأتي في سياق وطني ودولي معروف هدفه عرقلة مساعي الإصلاح الحقيقية المنشودة التي يطمح إليها المغرب. ومن المفارقات الغريبة أن الاعتداء صادف مصادقة المجلس الحكومي على مرسوم إحداث المندوب الوزاري لحقوق الإنسان. النقابات التعليمية الأربع المذكورة أكدت حسب المصدر على مشروعية مطالب المحتجين والمحتجات وجددت دعوتها للوزارة والحكومة إلى التعاطي الإيجابي مع هذه المطالب ومع كافة مطالب الشغيلة التعليمية العادلة والمنصفة.مؤكدة استعدادها للحوار الجاد والمسؤول من أجل وضع حد لكل الاحتقانات والتوترات شريطة تنفيذ الوزارة والحكومة كل الاتفاقات وعلى رأسها اتفاق فاتح غشت2007، كما عبرت عن استعدادها لخوض كافة الأشكال النضالية للدفاع عن المطالب العادلة والمشروعة للشغيلة التعليمية ودعتها إلى الوحدة والالتفاف حول النقابات التعليمية إلى حين الاستجابة لكافة مطالبها. إلى ذلك أوضح محمد المتقن عن المنسقية الوطنية للدكاترة المنضوية تحت لواء النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية أن التدخل الهمجي المذكور خلف إصابة قرابة 25 دكتورا ودكتورة نقل أغلبهم إلى المستشفى الجامعي إصابات البعض منهم خطيرة وصلت حد الكسر والضرب على الرأس بشكل متعمد من طرف أفراد القوات المساعدة والتدخل السريع،وأبرز أن الدكاترة وبعد أن قاموا بمسيرة سلمية طافت بعض شوارع الرباط عادوا إلى المعتصم المجاور لوزارة التربية الوطنية قبل أن يفاجئوا بتدخل وحشي مباغت مع العلم أنه لم يصدر منهم أي رد فعل سلبي اتجاه رجال الأمن والقوات المساعدة المتواجدين بكثرة خارج مبنى الوزارة.واعتبر المتقن الاعتداء على الدكاترة بمثابة اعتداء على كافة رجال ونساء التعليم وشدد على أن هذا القمع الهمجي والوحشي لن يزيد الدكاترة إلا إصرارا إلى حين إيجاد حل شامل ومنصف لملفهم المطلبي.