نظمت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوي الأطر والبحث العلمي أول أمس الإثنين بقاعة المؤتمرات الصخيرات حفلا ترأسه الوزير الأول وحضره عدد من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين والسفراء ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات ومديري المعاهد والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، من أجل تتويج الطلبة المغاربة والأجانب خريجي النظام البيداغوجي الجديد, بجامعات الحسن الاول بسطات وابن زهر باكادير وابن طفيل بالقنيطرة وشعيب الدكالي بالجديدة ومولاي اسماعيل بمكناس وعبد المالك السعدي بتطوان والقاضي عياض بمراكش ومحمد الاول بوجدة وسيدي محمد بن عبد الله وجامعة الحسن الثاني بالمحمدية ومحمد الخامس بالرباط والحسن الثاني بالدار البيضاء. و اعتبر إدريس جطو الوزير الأول تخرج أول فوج من المجازين في إطار النظام البيداغوجي الجديد مناسبة تؤرخ لانطلاقة جديدة و نقلة نوعية تشهدها الجامعة المغربية على درب تعزيز مساهمتها في البناء الثقافي و الاجتماعي و التنموي للمغرب . و أكد ، خلال ترأسه لحفل تسليم الشهادات على خريجي أول فوج من حاملي الإجازة الجديدة، الذي نظمته وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي يوم 24 يوليوز الجاري بقصر المؤتمرات بالصخيرات، على أن الحكومة عملت على وضع برنامج عمل متكامل يرمي إلى مواصلة تطبيق الإصلاح البيداغوجي الذي دخل سنته الرابعة، والرفع من جودة التعليم العالي و تحسين مردوديته و تطوير أساليب حكامته . إلى ذلك أعلن الوزير الأول أن الإصلاح البيداغوجي يمكن الجامعة المغربية من المرونة الضرورية التي يخولها اعتماد نظام الوحدات و الفصول و المسالك، و خلق الجسور بينها و بين المؤسسات، مما سيساهم في تطوير التعامل بين الجامعة و متطلبات سوق الشغل و تنويع التكوينات و تحيينها بصفة مستمرة، بشكل يجعلها تتلاءم و الحاجيات الاقتصادية و الاجتماعية للبلاد .و اعتبر حبيب المالكي وزير التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي أن الاحتفاء بأول فوج يشكل مرحلة متميزة في تطور منظومة التعليم العالي، ويمثل وقفة لتثمين حصاد مجهودات متواصلة أبان عنها الطلبة المتخرجون و المؤسسات الجامعية و الحياة الجامعية في كل تجلياتها و مساراتها في دينامية الإصلاح المتجددة، مبرزا أن الاهتمام الذي يوليه الإصلاح لدور المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوج في أفق تأهيلها، سيمكنها من أن تعزز دورها و موقعها في مسلسل إعادة الارتباط العضوي بين المنظومة الوطنية للتربية و التكوين و الحياة المجتمعية بصفة عامة في أبعادها السوسيو- اقتصادية و الثقافية و المعرفية، و انفتاحها على العالم و ما يعرفه من ثورة علمية و تكنولوجية متجددة. و أشار المالكي ان نسبة الحاصلين على شهادة الإجازة في مدتها القانونية قد ارتفعت من 14 % في النظام القديم إلى 22 % في النظام الجديد، و من المنتظر أن تعرف هذه النسبة تحسنا كبيرا، على اعتبار أن 51 % من الطلبة بقي لهم استيفاء بعض الوحدات فقط للحصول على الإجازة . و ضمانا لاستكمال إصلاح مختلف أسلاك و مستويات التعليم العالي، أعلن حبيب المالكي أن الدراسة بالماستر و الماستر المتخصص ستنطلق ابتداءا من الموسم الجامعي المقبل، كما أعلن عن المصادقة على الهندسة البيداغوجية و الضوابط البيداغوجية الوطنية بمدارس المهندسين و المدارس الوطنية للتجارة و التسيير و كليات العلوم و التقنيات والمدارس العليا للتكنولوجيا ، مشيرا إلى أن العمل بالنظام البيداغوجي الجديد بهذه المؤسسات، سيتم ابتداءا من الموسم الجامعي المقبل .و في إطار التحضيرات لانطلاق الماستر، أوضح حبيب المالكي أنه تم تخصيص ، إلى حد الآن، 336 مشروعا و اعتماد ما يقارب 300 مسلكا منهم، مما سيمكن من استقبال عشرة آلاف من المجازين، مشيرا إلى اتخاذ الوزارة لعدة تدابير بشأن ملاءمة الدراسات العليا مع حاجيات الاقتصاد الوطني و سوق الشغل، منها وضع آليات لتتبع إدماج خريجي التعليم العالي الجامعي في الحياة العملية ، و تفعيل مرصد التوفيق بين الدراسات العليا و المحيط الاقتصادي المهني، الذي من مهامه استشراف تطورات سوق الشغل على المدى البعيد و مجالات التكوين الواعدة. يشار إلى أنه قد تمت أجرأة الإصلاح البيداغوجي على مستوى كل الجامعات منذ الموسم الجامعي 2003 – 2004 ، حيث تم اعتماد أزيد من 300 مسلك في الإجازة في الدراسات الأساسية و 60 مسلكا في الإجازة المهنية .