صباح يوم الاثنين 31 يناير 2011، وعلى الساعة الخامسة صباحا، فضحت منطقة أزمور(قرب الجديدة) مرة أخرى واقع القهر و الاستغلال البشع الذي تعانيه العاملات والعمال الزراعيون على يد الإقطاع و الباطرونا الزراعية المتعالية على كل القوانين، بعدما تعرضت أكثر من 80 عاملة زراعية تعمل بشركة لا كليمنتين لمالكها بناني سميرس لحادثة سير مروعة خلفت إصابات وجروح وكسور خطيرة في صفوفهن بسبب عدم توفر الشاحنة التي كدسوا فيها والخاصة أصلا لنقل البضائع والحيوانات على الأضواء وعلى الشروط الدنيا للسلامة. وقد خلف هذا الحادث المروع إصابة أزيد من 50 عاملة بإصابات وكسور في الأيدي والأرجل و الظهر والرأس والوجه، ما زال يرقد 30 منهم في مستشفى محمد الخامس بالجديدة في ظروف جد خطيرة ومزرية.
وبدلا من أن يتحمل مالك هذه الشركة لمسؤولياته في تطبيق القانون واحترام مقتضيات الصحة والسلامة و المساعدة في إسعاف العاملات ومؤازرتهم بعدما تسبب في هذا الحادث المروع، وبعيدا عن كلما تردده الباطرونا حول "المقاولة المواطنة" ، قامت إدارة الشركة بتجنيد عصابة من السماسرة تم إنزالها بالمستشفى قصد ترهيب المصابات وتخويفهن قبل فحصهن من طرف الطبيب وكذلك من أجل عدم تسجيلهن في سجلات المستشفى لمحاولة طمس ما يثبت الحادث.
كما حاولت هذه المجموعة المسخرة إنزال المصابات من غرف المستشفى وإخراجهن بدون شواهد طبية وقد تم ضبط حالتي تلبس بهذه الأعمال الإجرامية من طرف النقابة والجمعية المغربية لحقوق الإنسان ولم تختف هذه العصابة عن الأنظار إلا بعد حضور رجال الضابطة القضائية.
وإننا في الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، إذ نعبر عن مواساتنا القلبية لكافة العاملات اللواتي تعرضن لهذه الحادثة المفجعة وعن متمنياتنا لهن بالشفاء العاجل، نعلن ما يلي:
1) إدانتنا للاستغلال البشع وخرق القانون الذي تعطي فيه شركة "لا كليمنتين" الفلاحية واحدا من النماذج الفاضحة على المستوى الوطني، ولعدم تحمل السلطات الشغلية و كافة الجهات المعنية لمسؤولياتها في فرض تطبيقه. 2) مطالبتنا مجددا بتوفير شروط الصحة والسلامة في مواقع العمل و خلال نقل العمال و العاملات و تحمل الدولة لمسؤولياتها في هذا المجال دون تأخير، وإنزال إجراء آت الزجر اللازمة القانونية في حق كل من لا يوفر هذه الشروط الضرورية وفي مقدمتهم بناني سميرس، وذلك صونا لأرواح العاملات والعمال. 3) دعوتنا كافة مناصري حقوق العمال و العاملات إلى الاستمرار في دعم النضال العمالي بكافة الوسائل الممكنة من فضح وتحسيس، بهدف تسليط الضوء على الشروط اللإنسانية و المزرية التي تشتغل في ظلها العاملات الزراعيات و العمال الزراعيون، ومن أجل حمل الباطرونا الزراعية على الالتزام بشروط الصحة والسلامة.