بمناسبة شهر رمضان الفضيل نظمت المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة تازةالحسيمة- تاونات أمس السبت محاضرة دينية تحت عنوان "القرآن والإنسان والأمة والإمامة" بدار الثقافة الأمير مولاي الحسين بتنسيق مع "جمعية الإمام مالك للعناية بالقرآن الكريم".شرفت بحضور والي صاحب الجلالة على جهة تازةالحسيمة تاونات السيد محمد الحافي والمندوب الجهوي للشؤون الإسلامية السيد فكري سوسان ورئيس جمعية الإمام مالك للعناية بالقران الكريم وعدة شخصيات فضلا عن فعاليات من المجتمع المدني. و قد سهر على تسيير فقرات المحاضرة الأستاذ الفاضل محمد أورياغل.و تناول الدكتور أحمد عبادي بأسلوب منهجي رصين العلاقة الكائنة بين عناصر موضوع المحاضرة : القرآن ، الإنسان، الأمة، الإمامة، منطلقا من التأكيد على أصالة القرآن في منهج الاستمداد و الإمداد لما يحفل به من مميزات و خصائص فريدة سواء من حيث معانيه أو موضوعاته أو بنائه أو قدرته على الهداية و مخاطبة الإنسان و استجابته لحاجاته المتجددة.و ارتباطا بذلك يكون الإنسان كما يؤكد المحاضر مسؤولا عن تعريف نفسه بنفسه من خلال محاورة الكون و استنطاق دلالات القرآن و منطوقه حتى يتمكن من استخلاص ما يفيده هو واقعه. و بالنسبة لمفهوم الأمة فقد أثبت المحاضر أن هذا المفهوم يكتسي صبغة خاصة مغايرة لسائر المصطلاحات باعتبار الحمولة الروحانية التي يستبطنها، فهي التي تؤم الناس نحو قبلة معينة و هي بيت الله الحرام بما توح إليه من الثبات و عدم التناهي، و بما ترمز إليه من الحياة المتجددة، فهي أمة الوسط لها ميزانها المعتدل يساعدها على الثبات.و في الأخير عرج المحاضر على العنصر الرابع و هو الإمامة ليؤكد على أن الإمامة في ارتباطها بالوحي هي نقطة وصل بين الناس و دينهم و دنياهم، فهي عاصمة لكلا اختراق و مرجعية تفسد الأمة، و بالتالي فهي ضامنة لتوازن الحقوق و الواجبات بين أفرادها. و في الختام ألح المحاضر على تجديد نظرة المسلمين إلى كتاب الله باعتباره كتاب هداية بامتياز في جميع أبعادها. و بهذا الختم يربط المحاضر بين العناصر الأربعة موضوع التحليل لتأتلف في سياق يجعل الإنسان يتخذ موقعه في المسار التنموي في شكل راشد. و قد شهدت المحاضرة حضور مكثف لمختلف المشارب الفكرية و الثقافية أبانت عنها مداخلاتهم و استفساراتهم عقب المحاضرة.و فس الأخير رفعت أكف الضراعة بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس دام له النصر و التمكين.