مند بداية السنة الثالثة من الأجرأة و التطبيق قطع الإصلاح البيداغوجي للتكوين الجامعي بجامعة شعيب الدكالي أشواطا هامة في أفق استراتيجي يروم استقلال الجامعة المغربية في تدبير شؤونها بنفسها وبالأساس الربط بين التكوين والمعرفة وهكذا تعيش جامعة شعيب الدكالي على إيقاع إصلاح شامل عبر مجموعة من الأوراش التي همت الإصلاح البيداغوجي للتكوين الأساسي و للتكوين المستمر، هيكلة البحث العلمي، دينامية العلاقة مع المحيط الجهوي، الوطني و الدولي، وتعمل جاهدة على إحداث مؤسسات أخرى للتكوين الجامعي الهادف قصد توسيع فضاءاتها و جعله يساير متطلبات التنمية التي تعرفها بلادنا .إن النتائج الأولية لتطبيق الإصلاح واعدة يقول رئيس جامعة شعيب الدكالي الدكتور محمد قوام لمجلة أسيف الالكترونية وأضاف انه تم وضع مسالك الإجازة و إرساء كل جوانب التطبيق المتعلقة بها و قد بدأنا التفكير في تقييم النتائج الأولية الهامة التي توصلنا إليها: نسب النجاح من فصل إلى آخر مشجعة و نسبة حضور الطالب للدروس ارتفعت: نسب الانتقال من فصل إلى فصل تتراوح بين 20% و 60% علما أن هذه النسبة كانت في حدود 10% إلى 15% في النظام القديم أما نسبة حضور الطلبة للدروس فتتراوح بين 80% في الفصل الأول و 100% في الفصل الرابع. و حسب دورية جامعة شعيب الدكالي انه منذ بداية السنة المنصرمة بدأ الإعداد للإنطلاق بمسالك للإجازة الممهننة مع الاخد بعين الاعتبار حاجيات القطاعات المشغلة و نسبة إدماج خريجي هذه المسالك و خصوصيات المشاريع التنموية الجهوية. إننا لن نربح الرهان تضيف نفس الدورية إلا إذا حققنا الأهداف المتوخاة من مسالك الإجازة العامة و الممهننة، هذه الأهداف التي تتجلى في تكوين متين يمكن الخريجين من ولوج سوق الشغل . لقد بدأت رئاسة الجامعة في التفكير في مسالك الماستر قصد تحديد التخصصات التي ستنطلق في غضون السنة الجامعية المقبلة،وترتكز هذه التخصصات على الموارد البشرية الكفئة المتوفرة في الجامعة و على حاجيات الأوراش التنموية الكبرى للبلاد ، و في هذا الصدد فإنها تعمل حاليا على وضع استراتيجية محكمة تمكنها من تلبية حاجيات سوق الشغل و حاجيات البحث العلمي من الموارد البشرية الكفئة. تتجلي هذه الاستراتيجية في التحكم في نسبة السيولة لأعداد الطلبة الذين يغادرون الجامعة بعد الإجازة و الطلبة الذين يلجون مسالك الماستر بشقيه العام و المتخصص. و تجدر الإشارة أن التفكير في تخصصات الماستر يتم بموازاة و بارتباط مع نظام سلك الدكتوراه. وفي موضوع التكوين المستمر الذي أصبح يشكل إحدى المهام الرئيسية للجامعة فان رئاسة الجامعة نعمل على هيكلته و جعله رافعة أساسية تمكن الجامعة من مسايرة حاجيات القطاعات المنتجة عبر تكوينات هادفة تلبي طلبات ميادين محددة أو تؤدي إلى دبلومات مستهدفة من طرف الراغبين في التكوين. و في هذا الصدد قطعت الجامعة مراحل أساسية همت تحسيس مسئولي القطاع المنتج و الجماعات المحلية و نعمل الآن للانطلاق بالتكوينات الأولية التي حددناها انطلاقا من الحاجيات المعبر عنها، ولا ريب إن التكوين المستمر سيشكل بالنسبة للجامعة الجسر الذي سيربطها بمحيطها السوسيوقتصادي، و يجعلها توجه البحث العلمي صوب حاجيات التنمية الجهوية. أما بالنسبة لورش البحث العلمي، فتجدر الإشارة هنا إلى دينامية الباحثين بجامعة شعيب الدكالي الذين يتميزون بأبحاثهم في مجموعة من الميادين العلمية هدفن الجامعة بالنسبة لهذا الورش الهام ترصيد هذه النتائج القيمة مع إعادة هيكلة البحث و توجيه محاوره صوب إشكاليات التنمية الجهوية. لذا عملت الجامعة في اتجاه إحداث مختبرات معتمدة تمكن الباحثين من الاستعمال الأمثل للموارد البشرية و المادية المتوفرة، و في هذا الصدد اعتمدت على مجموعة من المختبرات و تستعد لطلب اعتمادها على صعيد الوزارة الوصية، و في هذا الصدد أيضا تم انتقاء 25 مختبر للاعتماد.أما بالنسبة لتوجيه محاور البحث العلمي ففي إطار مشروع المؤسسة المرتبط بها عملت الجامعة على نشر ثقافة المنافسة بين الباحثين•انتقاء المشاريع التي تصب في اتجاه التنمية الجهوية•إحداث أرضية مشتركة للبحث العلمي على صعيد الجامعة•الاستغلال الأمثل للموارد البشرية و الماديةما بالنسبة للعلاقة مع المحيط الجهوي فتعمل الجامعة جاهدة لتكون متواجدة في كل أرجاء المنطقة عبر اتفاقيات شراكة مع الجماعات الحضرية أو القروية. تهدف هذه الشراكة إلى تأهيل الموارد البشرية للجماعات عبر التكوين المستمر و التطرق إلى محاور للبحث العلمي تهم مباشرة تنمية الجماعات المعنية.و هكذا فقد تم التوقيع على اتفاقيات شراكة مع الجماعات الحضرية لمولاي عبد الله و للزمامرة و الجماعات القروية لأمطل/ المطران/الواليدية/ الجابرية/العطاطرة و اشتوكة.على الصعيد الوطني تعمل الجامعة لتكون حاضرة في مختلف التظاهرات العلمية و الثقافية متنافسة مع مثيلاتها في إنتاج المعرفة و نشر الثقافة العلمية، أما على الصعيد الدولي فقد تم خلال السنة الجامعية المنصرمة التوقيع على عدة اتفاقيات مع مؤسسات جامعية مماثلة من أوروبا، كندا أو جامعات تنتمي إلى الدول العربية، هدفنا تقوية الإشعاع الدولي لجامعتنا. و قد بلغ مجموع الاتفاقيات التي وقعت في السنة الجامعية المنصرمة: 18 اتفاقية على الصعيد الوطني و الدولي.ن جامعة شعيب الدكالي ستعرف قفزة نوعية من خلال مشروع توسيع فضاءات تكويناتها لتشمل العلوم الاقتصادية، علوم التدبير، العلوم الهندسية، السياحة و الحقوق و ميادين أخرى، لقد انطلق فعلا التكوين في ميدان الاقتصاد و التدبير بالكلية المتعددة التخصصات منذ بداية السنة الجامعية 2004/2005 و إحداث مؤسسات أخرى خلال السنة الجامعية الحالية.إن إيماننا قوي جدا يقول رئيس الجامعة أن المحرك الرئيسي للتنمية الجهوية هو التكوين الجامعي المتميز و المتنوع و البحث العلمي الهادف.وان ازدهار الجهات بالمملكة مرتبط بوجود جامعات قوية منفتحة، خلاقة و مبدعة تكون النواة الصلبة لتنمية الموارد البشرية و التنمية الجهوية.