أعطى الملك محمد السادس ،اليوم الثلاثاء ببلدية اليوسفية ، انطلاقة أشغال تنفيذ برنامج التأهيل الحضري للمدينة (2009 - 2012) واطلع جلالته على حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى المدينة وعلى مشاريع تهم التنمية الاجتماعية وتعزيز البنيات الطرقية بها ، وذلك باستثمارات إجمالية بلغت أزيد من مليار و 210 ملايين درهم. وهكذا قدمت لصاحب الجلالة شروحات حول برنامج التأهيل الحضري لليوسفية الذي يهدف إلى سد العجز السكني وتحسين المشهد الحضري وتجاوز بعض الاختلالات المعمارية وتلك المرتبطة بالبنيات التحتية ومنها كون 80 بالمائة من أحياء المدينة ناقصة التجهيز كما أن هناك نقصا كبيرا في التجهيزات الأساسية والمرافق الاجتماعية (الصحة والتعليم والخدمات) ، وعجز في البنيات التحتية الطرقية وشبكة الصرف الصحي وغياب محطة لمعالجة المياه العادمة علاوة على كون تصميم التهيئة لا ينسجم ووتيرة النمو الحضري والتوسع العمراني .وتتمثل هذه الاختلالات أيضا في اختراق واد كشكاط وخطوط السكك الحديدية والخطوط الكهربائية ذات التيار العالي للمدينة ، وهو ما يحول دون الربط بين ضفتيها، فضلا عن انعدام المنشآت الفنية والتقنية التي من شأنها الحد من الفيضانات.ففي ميدان التعمير يهدف برنامج التأهيل الحضري لمدينة اليوسفية إلى إعادة تنظيم وتوجيه المجال الحضري وإنجاز تصميم تهيئة يتلاءم مع واقع نمو المدينة ويتحكم في توجيه مجال توسعها وتهيئ مداخلها وتوسيع شبكة الطرق الرئيسية وتهيئ واد كشكاط وفروعه.أما في ميدان الإسكان فيروم البرنامج تأهيل الأحياء الناقصة التجهيز عبر إنجاز البنيات التحتية الضرورية والمرافق العمومية والتجديد المعماري، وإنجاز برامج سكنية لفائدة الطبقة المتوسطة، وتوفير منتوج سكني اجتماعي لفائدة ذوي الدخل المحدود ، وإحداث مناطق خاصة بالأنشطة الاقتصادية والتجهيزات الأساسية.وهكذا تم في إطار برنامج التأهيل الحضري لليوسفية تخصيص اعتمادات بلغت 373 مليون درهم، لتأهيل 18 من الأحياء ناقصة التجهيز يستهدف 12000 أسرة، ويتضمن الربط بشبكات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب والكهرباء وتوسيع الطرقات وتبليط الأزقة وتهيئة الساحات العمومية والفضاءات الخضراء وتقوية الإنارة العمومية وإحداث منشآت فنية على واد كشكاط للحد من الفيضانات وخلق المرافق الاجتماعية والثقافية وبناء مركز للتكوين المهني.وموازاة مع تنفيذ هذا البرنامج السكني ستتم تهيئة منطقة للأنشطة الصناعية في أفق سنة 2010 على مساحة 7 هكتارات لتجهيز 118 بقعة أرضية من طابقين بالإضافة إلى 12 بقعة مخصصة للمرافق الإدارية والاجتماعية وبناء مركز تجاري وذلك باستثمارات إجمالية تقدر ب 30 مليون درهم .وسينجز هذا البرنامج ، الذي يستهدف ساكنة تقدر ب 70 ألف نسمة ويمتد على مساحة تفوق 298 هكتارا ، بشراكة بين كل من وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية والمديرية العامة للجماعات المحلية والجماعة الحضرية ومجموعة التهيئة العمران- مراكش، والوكالة الحضرية لآسفي ومجلس جهة عبدة دكالة ومجلس الجماعة والمكتب الشريف للفوسفاط والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للكهرباء ووزارة التربية الوطنية ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.وقدمت لجلالة الملك ، بالمناسبة ، شروحات حول برنامج تهيئة الطرق بالمدينة الذي رصدت له اعتمادات تزيد عن 28 مليون درهم والذي تستمر الأشغال به 18 شهرا .كما استمع جلالته إلى شروحات حول برنامج التنمية الاجتماعية للمدينة الذي رصد له المجمع الشريف للفوسفاط اعتمادات تقدر ب 770 مليون درهم. ويتضمن هذا البرنامج إنجاز مشاريع ذات صبغة اجتماعية وثقافية تتمثل في مركب سوسيو- ثقافي بحي النهضة بكلفة 15 مليون درهم على مساحة ست هكتارات ، ودار للشباب ونادي نسوي بحي بوكراع بكلفة 10 ملايين درهم على مساحة هكتار واحد ، ومركب سوسيو-تربوي بالحي المحمدي بكلفة خمسة ملايين درهم وبناء إعدادية معهد الترقية السوسيو-اجتماعية بكلفة 15 مليون درهم ، ونادي لمستخدمي ومتقاعدي المجمع الشريف للفوسفاط بكلفة 50 مليون درهم على مساحة 10 هكتارات .وفي المجال الرياضي يتضمن البرنامج تهيئة مركب الداخلة الرياضي بكلفة 30 مليون درهم وكذا المركب الرياضي لحي التقدم إضافة إلى بناء نادي للطيران خصص له مبلغ 120 مليون درهم على مساحة 44 هكتارا .وفي مجال المشاريع السوسيو-اقتصادية سيتم إحداث تجزئة الفتح في إطار سياسة تمليك العقار لفائدة مستخدمي المجمع بكلفة 500 مليون درهم على مساحة سبعة هكتارات تضم 400 فيلا و300 وحدة للسكن الاقتصادي و100 شقة في بنايات من ثلاث طوابق إضافة إلى تهيئة مناطق للأنشطة الاقتصادية بحي الأمل على مساحة 8 هكتارات بكلفة 10 ملايين درهم تضم مركزا لتكوين المقاولين الشباب ومشتلا للمقاولات .كما استمع جلالة الملك إلى شروحات حول حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى مدينة اليوسفية من 2006 إلى 2008. وخلال هذه الفترة استفادت المدينة من اعتمادات قدرت ب 18 مليون و 445 ألف درهم بلغت مساهمة المبادرة فيها 12 مليون و 530 ألف درهم وهو ما يمثل 68 بالمائة من إجمالي المبلغ.ومكنت هذه الاعتمادات من تمويل 39 مشروعا استفاد منها 8089 شخصا من مجموع ساكنة المدينة التي تقدر بحوالي 64 ألف نسمة. وتوزعت المشاريع التي أنجزت بهذا الخصوص ما بين دعم الولوج للخدمات الاجتماعية ودعم البنيات التحتية ومحاربة الهشاشة والتنشيط الرياضي والثقافي ودعم الأنشطة المدرة للدخل وبناء مراكز للتكوين.وخلال السنة الحالية تمت برمجة إنجاز 12 مشروعا بكلفة 9 ملايين درهم ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأزيد من 4 ملايين درهم.وأشرف جلالة الملك ، بالمناسبة ، على تسليم معدات وتجهيزات تم اقتناؤها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة 6 جمعيات محلية. كما سلم جلالته مفاتيح ورسوم الاستفادة من خدمات المركز التجاري الذي أشرفت على انجازه مجموعة التهيئة العمران لفائدة ستة مستفيدين.وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية ورئيس مجلس الجهة والمنتخبون وممثلو السلطات المحلية وشخصيات أخرى .