تتبعت البيانات و التصريحات و مختلف الكتابات حول الكونكريس العالمي الأمازيغي ورغم أني عضو المجلس الفدرالي الحالي وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس فإني تحفظت في المشاركة في ذلك السجال لانعدام شروط نجاعة مثل تلك النقاشات ، وقررت الاحتفاظ بملاحظاتي إلى غاية المؤتمر المقرر عقده بالمدينة الصامدة تيزي وزو عاصمة إيمازيغن بامتياز . إلا أن تصريحات من ليست له علاقة باللجنة التحضيرية ومعروف بعلاقاته المشبوهة مع الدوائر الرسمية ويزكي "حركة لكل الديمقراطيين...سلطات مكناس وفرت جميع الضمانات لإنجاح المؤتمر مضيفا أن ترتيبات حجز الفنادق للضيوف وحجز قاعة المؤتمر تمت في ظروف سلسة.... ". ، ونظرا لأني عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر نفسه المزمع عقده بتيزي وزو بالجزائر الذي يتكلم عنه المعني بالأمر في الجرائد ، تأكد لي أن بلقاسم لونيس ومجموعته تواطوا مع أشخاص ليست لهم علاقة بالإطار وهمشوا أعضاء المجلس الفدرالي والدليل و أننا لحد الآن لا نعلم بمجريات الأمور. لهذه الحيثيات وغيرها وجدت نفسي مضطرا لطرح عدة نقط للنقاش . رغم أني أحترم التنظيم وواع بأن الفضاء المناسب للطرح هو المؤتمر ، لكن نظرا لتطور الأمور و بروز عدة معطيات ومنها التصريح الغريب للزيراري عبر قناة الجزيرة ، قررت الإدلاء ببعض التوضيحات و موقفي كعضو المجلس الفدرالي لتنوير رأي المهتمين . في البداية أقول أن ما يكتب و ما يصرح به لحد الآن ليست له أية علاقة بالمشاكل الحقيقية التي يعيشها الإطار لأن الكونكريس العالمي الأمازيغي بغض النظر عن المدينة التي قد ينعقد فيها يعرف أزمة خانقة و أن مؤتمرا لتجديد المسؤوليات أصبح ضرورة ملحة . وقبل طرحي لمجموعة من النقط أود إبداء رأيي الموضوع المتداول " مكان المؤتمر " في البيانات و التصريحات رغم أنه ثانوي بالنسبة إلي فهو مفتعل و سطحي وليست له علاقة بالإشكاليات الحقيقية وتحديات إيمازيغن . ويكفي معرفة المعطيات الحقيقية للتأكد من وجود نية مبيتة لتهريب المؤتمر من عاصمة إيمازيغن تيزي وزو إلى القرب من الأيادي الخفية : ففي نهاية الدورة الرابعة بالناضور اتفق المؤتمرون و بالإجماع على تنظيم الدورة الخامسة بتيزي وزو ، ورغم أن بلقاسم ومجموعته يحاولون في كل مناسبة نقاش هذا الموضوع إلا أن المجلس الفدرالي يحسم دائما لصالح تيزي وزو تماشيا و قرار المؤتمرين . الجديد في الموضوع أنه تقدم ممثل جمعية تماينوت السيد أتالات بمشروع ثان لاحتضان المؤتمر بأكادير، ورغم أن الأعضاء أكدوا بالإجماع أنه سينعقد بالجزائر حتى في حالة المنع,و سنحضر القاعة المعينة من لدن اللجنة التحضيرية و في التاريخ المحدد على غرار تجربة الناضور بالمغرب ، قلت رغم هذا فقد تم الإتفاق على الاحتفاظ بمشروع أكادير كمكان احتياطي ما بعد تييزي وزو . هذا فيما يخص مكان المؤتمر . الكارثي هو أنه ما بعد الناظور و زمام الأمور تنفلت من المجلس الفيدرالي ، وتفنن بلقاسم ومجموعته في تهميش من يدافع عن استقلالية الإطار واحدا تلو الآخر . مع مرور الوقت أصبحنا نفاجئ بعدة مواقف فوقية يكتفي الرئيس بالإخبار عنها حينا وحينا آخرنكون آخر من يعلم بها عبر الإنترنيت . وقد نظم الكونكريس العالمي الأمازيغي بالمغرب عدة أنشطة ولم نسمع عنها إلا مرور تاريخها . ورغم ذلك كنا دائما نتحاشى المواجهة حفاظا على تماسك إطارنا العتيد, والنتيجة أننا أصبحنا مهمشين حقيقة في إطار نتحمل فيه المسؤولية و من طرف إخواننا إمازيغن نفسهم ، في حين نندد ونستنكر سلوكات حكومات شمال إفريقيا بتهميشها كل ما هو أمازيغي. هكذا تراكمت الأمور إلى أن وصلت ببلقاسم ومجموعته مستوى الاستهتار بالجميع . بدأ الانزلاق النهائي مباشرة بعد زيارة بلقاسم ومجموعته لطنجة ، والإعلان عن إمكانية اختيار هذه المدينة لتنظيم المؤتمر ومع رفض المناضلين من خارج المجلس الفيدرالي لهذه المهزلة أصدر تقرير يفيد أنه تم تصويت عبر الانترنيت بين أعضاء المكتب الدولي, أسفر عن فوز مدينة مكناس لاحتضان المؤتمر رغم عدم ترشيحها مسبقا . قبل طرح الأسئلة و استخلاص الاستنتاجات أقدم بعض المشاكل التي يتخبط فيها الكونكريس العالمي الأمازيغي ولن أرجع بكم إلى الوراء كثيرا بل أكتفي لما رصد أثناء لقاء المجلس الفدرالي بمكناس وقد دون في تقرير عن اللقاء تضمن كل هذه الإنزلاقات ، ومنها للذكر لا الحصر: -1- بلقاسم ومجموعته يقومون بزيارات متتالية لمجموعة من الجمعيات الغير أعضاء في الكونكريس العالمي الأمازيغي في كل من المغرب و الجزائر ، في الوقت الذي يرفض دعوات الجمعيات الأعضاء. وبينما يخبر و يستشير عدد من العناصر المشبوهة المطرودين من الجمعيات الأمازيغية أو الذين لم يستطيعوا إيجاد مكانهم داخل الحركة الأمازيغية, تجد أعضاء المجلس الفدرالي الحقيقيين هم آخر من يعلم. -2- هناك بعض أعضاء المجلس الفدرالي الذين يسافرون باسم الكونكريس العالمي الأمازيغي إلى الخارج ولا علم لنا بذلك حتى افتضح أمرهم ولا تعرف لحد اليوم تفاصيل هذه السفريات لعدم نشر أي تقرير في الموضوع . -3- في لقاء المجلس الفدرالي بمكناس تقرر افتتاح الكلمة بتقديم كل عضو بالمجلس لكافة الأنشطة التي قام بها باسم الكونكريس, ولما وصل دور ممثل أحد جمعيات تنسيقية أميافا صرح أنه يقوم باسم الكونكريس العالمي الأمازيغي بتتبع ملف معتقلي الحركة الثقافية الأمازيغية و أنه يقوم بالدعم و المساندة اللازمة ' ونظرا لتواجد أحد الأعضاء في المجلس و الذين حضروا فعلا مجموعة من الوقفات التي دعت إليها الحركة الثقافية الأمازيغية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وقد حضر منها : ( وقفتين بالرشيدية و وقفة بكولميما ووقفة أمام المحكمة بووارزازات و ووقفة بتنغير و ووقفة ب بومال ن دادس و كذا وقفتين أمام محكمة أمكناس ) أوقفه وقدم الحقيقة للحضور التي تدحض إدعاءات المعني بالأمر ليسحب أكذوبته ومزايداته في تتبع ملف مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية ومعتقليها . -4- يعلم الجميع الحملة المسعورة التي شنتها المجموعات المتياسرة بوارزازات ضد مناضلي تنسيقية أيت غيغوش غير أنه وعلى إثر مجيء بلقاسم إلى وارزازات منح مبلغ 5000 درهم باسم الكونكريس العالمي الأمازيغي للقومجيين كدعم لمعتقلي بومال ن دادس بدل أيت غيغوش الأغنياء بمبادئهم و ليس بدراهم الآخرين. -5- تلقينا تصريحات من بعض الطلبة بأمكناس الذين توصلوا بدعم مادي هزيل من لدن الزيراري باسم الكونكريس ولما طالبنا هذا الأخير بالتصريح بالمبلغ المقدم رفض الإفصاح عن ذلك . -6- أما فضيحة النقاش المنظم حول العشاء ما بعد أشغال المجلس الفيدرالي فحدث و لا حرج فعلى إثره تدخل بلقاسم ووعد آباء المعتقلين باستقبالهم بفرنسا لتقديم ملفات أبنائهم بفيينا , تحملت شخصيا مسؤولية التنسيق بينه و بين هؤلاء ليصبح وعده سرابا في النهاية . –7- في إحدى تقارير بلقاسم عن زياراته للمغرب صرح أنه عقد لقاء مع ممثلي جمعيات الجنوب الشرقي والحقيقة أنه لم يجتمع ولو بمناضل واحد ، الدليل أني شخصيا كاتب عام تنسيقية مولود معمري للجنوب الشرقي و زايد طير من منظمة تماينوت فرع تنغير منسقها و ادريس فخر الدين رئيس جمعية توالت أمينها , نتساءل من هم ممثلي جمعيات الجنوب الشرقي الذين ادعى لقاءهم . -8- طالب بعض أعضاء المجلس الفدرالي بلقاسم عن حقيقة الدعم المالي الذي يتلقاه الكونكريس العالمي الأمازيغي فرفض الجواب . هذه بعض الملاحظات رصدت ما بعد لقاء المجلس الفيدرالي فبراير 2008 أما إذا رجعنا إلى الوراء فلا يمكن حصر الخروقات و التجاوزات و يبقى الاستهتار هو السائد . ما يمكن استنتاجه هو أن تقنية الهروب من تيزي وزو تستهدف الانفلات أكثر. و تنظيم المؤتمر في مكان غير مقرر من طرف هياكل الإطار سيغضب أعضاء و ممثلي الجمعيات ويقاطعونه وتترك الفرصة بامتياز لتنفيذ ما اتفق عليه مع الأيادي الخفية بطنجة . الآن تذبح الديمقراطية أمام أعيننا في الإطار الذي أسسناه بلاس بالماس ورممناه بالناضور, ونكتفي بإصدار البيانات. النضال ضد مخزنة الكونكريس العالمي الأمازيغي ليس مسؤولية أعضاء المكتب الوطني و المجلس الفيدرالي فقط بل هو قضية جميع مناضلي الحركة الأمازيغية و لا يكفي إصدار بيانات التنديد و الاستنكار و ترك مهندسي التصفيات بمكناس لتطبيق تخصصهم: بعد القضاء على 'تاضا' للجمعيات الأمازيغية والتلاعب بمشاعر آباء المعتقلين يأتي دور مخزنة الكونكريس العالمي الأمازيغي . المشكل يتجاوز مكان المؤتمر إلى تحنيط الإطار ، شخصيا أرى أن الاستهتار لا يمارس فقط على بعض أعضاء المجلس الفيدرالي بل على مناضلي الحركة الأمازيغية بدون استثناء . إن الدفع بمناضلي الاجتماعات و القاعات و التصريحات من طرف الأيادي الخفية إلى تهميش المناضلين ليس انتصارا بل مضيعة للوقت ليس إلا. عدة احتمالات أمامنا ومنها : أولا مادامت القضية الأمازيغية لن تحل بين عشية و ضحاها فلماذا لا يترك هؤلاء المتلاعبين حتى يستنفدوا ما لديهم و الدليل أنه بعد تصفية تاضا بمكناس, انطلقت تنسيقيات جهوية تقوم مقامها ، بعد التلاعب بحسن نية و استغلال براءة آباء المعتقلين بأمكناس, اكتشف أمر المتحايلين وها هي الحركة الثقافية الأمازيغية تناضل وتنظم وقفات احتجاجية كتلك المقررة يوم 7/10/2008 أمام ولاية مكناس . فلنترك مهندسي مكناس يفعلون بالكونكريس العالمي ما شاءوا 'علما منا أن التحايل والخذلان حبلهما قصير . ثانيا استمرار اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع في استكمال إجراءاتها التنظيمية بتيزي وزو بالجزائر,لكن بموازاة' التفكير لتنظيم أشكال احتجاجية بآمكناس، و على إثرها تنشر كل حيثيات التصفيات السابقة للعمل الأمازيغي بأمكناس وهي فرصة لجعل حد نهائي ومانع للأيادي الخفية وبالتالي إنقاذ المؤتمر ...... احتمالات و احتمالات و المهم أن لا نبقى مكتوفي الأيدي أمام مسلسل التصفيات . للإشارة' صرح لونيس و مجموعته أن من أسباب هروبهم من تيزي وزو انعدام الاستقرار الأمني بالمنطقة. والغريب أنه يزورالجزائر مرات عدة كل شهر من مالية الكونكريس العالمي الأمازيغي ،أم أنه يتمتع بحماية ما و المؤتمرون مهددون ؟ كنا دائما في الحركة الأمازيغية نعلم أن انعدام الأمن بتامازغا مفتعل من طرف الأنظمة الحاكمة و أن إيمازيغن ليست لهم أية علاقة بالإرهاب ، وقرار تنظيم المؤتمر بالجزائر هو نداء لهذه الأنظمة لوقف استغلال الفزاعات أمام مسلسل الديمقراطية و العدل و المساواة. ويقال فلسفيا أن المجتمع الذي يعيش الحرب يهيئ للسلم و الذي يعيش السلم المغشوش , يهيأ للحرب . للمؤتمر الخامس للكونكريس العالمي الأمازيغي . - بتاريخ 29/9/2008