علم قبل قليل أن قرارا صدر بالافراج المؤقت عن المدون المغربي محمد الراجي الذي كان قد صدر بحقه حكما بالسجن لعامين "لاظهاره عدم الاحترام للعاهل المغربي الملك محمد السادس"، وإلزامه بأداء غرامة مالية قدرها 5000 درهم. وجاء قرار الافراج المؤقت خلال جلسة لمحكمة الاستئناف بمدينة أكادير. هذا وقد بذل محامي الدفاع جهودا كبيرة للتمكن من اطلاق سراح المدون بكفالة مالية. وكان المدون ويدعى محمد الراجي، قد كتب مقالا انتقد فيه عادة الهبات الملكية التي يمنحها الملك وقال انها شجعت ثقافة الاتكال في البلاد. ولم يتوافر تعليق من السلطات المغربية على القضية الا ان جماعات لحقوق الانسان قالت ان الراجي لم تتوافر له محاكمة عادلة. ويعتبر المغرب البلد الوحيد الذي يدعي الديمقراطية ويعتبر ان انتقاد الأسرة الملكية يعد من الجرائم الخطيرة وان العائلة المالكة مازالت من الموضوعات المحرمة في البلاد. يذكر ان المغرب قد اثار سابقا غضبا دوليا بسبب المعاملة التي يلقاها مدونو الانترنت. وفي وقت مبكر من العام الجاري حكم بالسجن ثلاث سنوات على فؤاد مرتضى بسبب انشائه ملفا شخصيا مزيفا على موقع فيس بوك على الانترنت استخدم فيه شخصية شقيق الملك الأمير رشيد.الا انه منح عفوا ملكيا بعد احتجاجات قام بها مستخدمو الانترنت في انحاء العالم. وقال الراجي، في مقاله، ان الاحسان الملكي تجاه المغاربة ادى الى خنق التطور لانه شجع الناس على الكسل. وقال "ان هذا جعل الشعب المغربي بدون هوية، حيث يعيش على الهبات والمنح". وقد انتقد محمد الراجي بشكل خاص ممارسة معروفة في المغرب وهي منح تراخيص مربحة لقيادة سيارة اجرة ووسائل نقل اخرى مقابل خطابات استجداء. وقال الراجي ان هذه الممارسات لا تحدث في الدول المتقدمة حيث ان العمل الجاد هو الذي يكفأ وليس الاستجداء. وقبضت السلطات على الراجي الجمعة الماضي ووجهت اليه اتهاما ب" عدم احترام الملك". يذكر أن محمد الراجي ازداد بزاوية "نعلات" التابعة إداريا لإقليم اشتوكة أيت باها بالجنوب المغربي، وقد حكمت عليه الظروف الاجتماعية بالانقطاع عن الدراسة في سن مبكر، غير أن رغبته في استكمال تعليمه كانت أقوى حيث التحق بالمدرسة العتيقة "نعلات" وقد حفظ كتاب الله وتشبع بأصول الدين والفقه، وقد دفعته ذات الظروف إلى التوجه لمدينة أكادير بحثا عن مورد للرزق حيث اشتغل كعامل بحمام يدعى "أجديك" والكائن بحي الداخلة، قبل أن يبدأ في مراسلة موقع هسبريس الإلكتروني منذ يونيو 2007.وقد أدانت المحكمة الابتدائية بأكادير، محمد الراجي المدون بالموقع الإلكتروني "هسبريس" بسنتين حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 5000 درهم، في الملف الجنحي رقم : 08890، والمتابع فيه الراجي المزداد سنة 1979 من أجل تهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك والأسرة الملكية على خلفية كتابة مقال تحت عنوان "الملك يشجع الشعب على الاتكال" يوم الأربعاء الماضي ونشره على عموده "بدون مجاملة" بالجريدة الإلكترونية "هسبريس".هذا، وقد اعترف محمد الراجي بكتابته للمقال المذكور ونشره، دون أن يعي العواقب الوخيمة والمترتبة عما تضمنه من عبارات وجمل أساءت إلى شخص الملك والأسرة الملكية.وقد مثل محمد الراجي في حالة اعتقال أمام هيئة المحكمة مطلع هذا الأسبوع، بعد أن وجهت له النيابة العامة بذات المحكمة تهمة "الإخلال بالاحترام الواجب للملك" لتؤاخذه بالعقوبة الحبسية النافذة والغرامة المالية المشار إليها في أقصر محاكمة في تاريخ القضاء المغربي والتي استغرقت سبعة دقائق