توجد بسجن بولمهارز بمراكش منذ المعركة الطلابية الأخيرة بجامعة القاضي عياض[ابريل- مايو 2008] كوكبة من مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ما زال بعضهم في انتظار المحاكمة بتهم جنائية ملفقة. وقد اضطرت ظروف الاعتقال السيئة وسياسة الإذلال التي تنهجها إدارة السجون هؤلاء المناضلين الثماني عشر، منهم الفتاة زهرة بودكور، إلى خوض إضراب عن الطعام وصل يومه ال33 من أجل تحسين أوضاع الاعتقال. وقد تعبأت قوى مناضلة نقابية وسياسية وإنسانية ومن حركة المعطلين لنصرة الشباب المكافح، وبوجه خاص عائلات السجناء، و مناضلي مدينة زاكورة الذين نظموا مهرجانا ومسيرة شعبيتين وقافلة تضامنية إلى مراكش.و مرة أخرى اختارت البيروقراطية النقابية الصمت وكأن مصير الطلاب لا يعنيها بصفتها تقود منظمات نضال هي نفسها ضحية قمع، علاوة على ما كان لها في تاريخ المغرب من دور فعال في المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في ظرف قمع أشرس. كما ان أوضاع اليسار المغربي لم تساعد على تنفيس الخناق على المعتقلين السياسيين بسجن مراكش. فاليسار الجذري متواضع القوى، وضئيل القدرة على التعبئة، ويعاني من سلبيات العصبوية ونقص التعاون. أما اليسار الإصلاحي، المعني في جميع الأحوال بأوضاع سجناء الرأي، فيتحمل مسؤولية عظمى فيما يتعرض له الطلاب المعتقلون بوجوده في الحكومة، وحتى تولي طرف منه وزارة العدل المسؤولة الأولى عن التقتيل البطيء لمناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. لقد دل رفاقنا ورفيقتنا الطلاب على قدرات شعبنا النضالية التي لا تنضب، مؤكدين الوفاء للشهيدة سعيدة المنبهي ومصطفى بلهواري وكافة مناضلي اليسار الثوري ببلدنا. إنها قوى نضال فتية لن يشهد مغربنا مستقبلا مشرقا إلا بتكاثرها و تعمق انغراسها في الطبقة العاملة وبقية الفئات الشعبية الكادحة. إنهم جزء من الخميرة الثورية اللازمة لنهوض كل ضحايا الاستبداد والاستغلال وكل صنوف الاضطهاد إلى وعي أرقى وكفاحات أعظم كفيلة بتحقيق الانعتاق وتشييد مجتمع الحرية والمساواة.الآن وقد مضت أسابيع طوال، يتأكد عزم النظام، عبر وزارة العدل والمندوبية السامية للسجون، على الفتك بالمناضلين برفض مطالبهم الإنسانية البسيطة وتركهم عرضة للآثار المدمرة للإضراب عن الطعام. إن المراد تحطيمهم جسديا، ومن ثمة تعطيل قدراتهم النضالية، بعد تأكد فشل إنزال الهزيمة السياسية بهم.ان شبابا بريئا مهدد بالموت، او بعاهات مستديمة وبالغة الخطورة، بفعل إصرار وزارة العدل على رفض مطالب تحسين ظروف الاعتقال. ان الحركة النضالية المغربية مهددة بفقد مجموعة من خيرة ما أنجبت من قوى فتية واعدة. لهذا توجد الجمعيات الحقوقية، و كل القوى الديمقراطية، وكل الضمائر الإنسانية و كل ضحايا الديكتاتورية القائمة ببلدنا أمام واجب الإسهام بحماس، بغض النظر عن جميع الخلافات السياسية، في إنقاذ حياة المعتقلين السياسيين بسجن بولمهارز.إن بداية عطل الصيف، وما تشهد عادة من تباطؤ وحتى ركود الحركة النضالية المؤطرة بالمنظمات، و انتهاء السنة الدراسية الجامعية بما يعنيه من استحالة التعبئة الطلابية، سيؤثران بقوة على معركة المناضلين بسجن بولمهارز في وقت بلغ فيه استعمال سلاح الإضراب عن الطعام مداه قياسا بالهدف منه، وبات يهدد بنتائج شديدة الخطورة على صحة المناضلين. لهذا يمثل، بنظرنا، بذل مجهود جماعي لإقناع رفاقنا الطلاب بوقف الإضراب عن الطعام مهمة آنية من اجل إنقاذ حياتهم، وبالتالي إتاحة فرصة تكثيف الجهود لتحسين شروط معركة ظروف الاعتقال، وحتى مجرد الحد من الأضرار في حال تعذر هذا التحسين. لقد بذل الطلاب المعتقلون أكثر مما يقع على عاتقهم في معركة تحسين شروط الاعتقال، وسيكون وقف الإضراب فرصة الحفاظ على قدرات العطاء النضالي لما سيأتي من معارك أعظم في السجن و أكثر منه خارجه. لذا تناشد جريدة المناضل-ة، باسم كافة أنصارها، رفاقنا الطلاب بسجن مراكش بوقف الإضراب عن الطعام بقصد التقاط الأنفاس والإعداد لما سيأتي من معارك في شروط أفضل، وتناشد كل قوى النضال، وبمقدمتها مكونات تيار البرنامج المرحلي، وكل المعتقلين السياسيين السابقين الذي عاشوا تجارب نضال شبيهة بالسجون، للإسهام في جهود وقف الجريمة التي ترتكبها الدولة المغربية بحق شباب معتقل مطالب بظروف سجن إنسانية: فرزهم عن سجناء الحق العام، وتجميعهم وتمتيعهم بحق متابعة الدراسة واجتياز الامتحانات، والحق في الإعلام، والزيارة المباشرة، لا غير.جريدة المناضل-ة 15 يوليوز 2008 ==================لائحة بأسماء مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المهددين بالموت بسجن بولمهارز بمراكش بفعل سياسة وزارة العدلزهرة بودكورعلاء الدربالي مراد الشويني عثمان الشويني يوسف مشدوفيمحمد جميلي محمد العربي جديخالد مفتاح جلال القطبييونس السالميعبد الله الراشدييوسف العلويحفيظ الحافظيمنصور غريدورضوان الزبيريالادريسي هشام الادريسي محمداحساين ناصر________________________________________