بعد استكمال كل المراحل المتعلقة بتنفيذ مشروع إحداث "وحدة صناعة الأجبان والتكوين في مهنة المجبنة"، وبعد وضع كل الترتيبات التقنية والمهنية نظمت" جمعية كفايت للثقافة والتنمية" مؤخرا حفلا افتتاحيا أوليا لهذه الوحدة الصناعية التي تندرج في سياق رؤية الجمعية للمساهمة في بلورة بدائل اقتصادية لإقليم جرادة بعد إغلاق مناجم الفحم ، وإشاعة ثقافة المشاركة والانخراط في العمل التنموي بدل الركون إلى ثقافة الاحتجاج السلبي والانغماس في اليأس والانتظارية ،علما أن الإنتاج كان قد انطلق بهذه الوحدة يوم 10 دجنبر 2007 ، وقد حضر هذا الافتتاح الرمزي عدد من الشركاء في إنجاز هذا المشروع الاقتصادي ذي البعد الاجتماعي،يمكن أن نشير من بينهم إلى ممثل السيد عامل إقليم جرادة، والسيد رئيس تعاونية الحليب للمغرب الشرقي رفقة مديرها ، والسيد المدير الجهوي لوزارة التجارة والصناعة، والسيد المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بجرادة، والسيد رئيس جمعية إسعاف جرادة الشريك الرئيسي لجمعية كفايت في عدد من الأنشطة الاجتماعية والتظاهرات الثقافية، علاوة على الفريق المتتبع للمشروع على مستوى غرفة التجارة والصناعة والخدمات الذي استطاع أن ينجح في تأطير المشروع على مدى أكثر من سنتين إلى حين خروجه إلى النور. وقد ترأس هذا الافتتاح السيد سامح درويش رئيس جمعية كفايت للثقافة والتنمية الذي ذكر في كلمته المراحل التي قطعها المشروع، والمجهودات التي بذلت من لدن مختلف الشركاء من أجل إعطاء الانطلاقة الفعلية للمشروع، منوها بالشراكة المثمرة مع جمعية "هيومن فورص " الهولندية التي ساهمت في المشروع بتوفير جزء هام من الآلات والتجهيزات الضرورية لإنتاج الأجبان، إلى جانب تتبعها للمشروع من الناحية التقنية في مجال صناعة الأجبان. هذا وقد تناول الكلمة في هذا الافتتاح السيد "بيير كرونوفلد" رئيس الجمعية الهولندية الشريكة الذي استعرض بدوره عددا من المحطات التي مر منها المشروع وهو يستهدف نقل خبرة ومهنة صناعة الأجبان الهولندية إلى الجهة الشرقية من المملكة المغربية، معتبرا أن هذه الشراكة هي نموذج ناجح للعمل المشترك بين مكونات المجتمع المدني بالمملكتين المغربية والهولندية، كما نوه بالحكامة والشفافية التي تطبع عمل جمعية كفايت في إطار التعاون الدولي. إلى ذلك فقد تناول الكلمة عدد من المدعوين الذين عبروا عن استعداد مؤسساتهم للاستمرار في دعم هذه المبادرة الاقتصادية ذات الطابع الاجتماعي، خاصة وأنها تنجز بإقليم جرادة الجدير بالدعم والمساندة لتحقيق النهوض التنموي، وخاصة أيضا أنها تنجز من أجل تكوين شباب الإقليم في مهنة صناعة الأجبان التي يمكن أن تكون إحدى المداخل التنموية للإقليم الفتي، هذا ويمكن لهذه الوحدة أن توفر عددا من مناصب الشغل القارة وفرصا من إمكانية التكوين لصالح أفواج من الشباب على مدى ستة أشهر . وحسب المعطيات التي أدلى بها السيد رئيس جمعية كفايت للثقافة والتنمية فإن التكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى 2،1 مليون درهم، من خلال مساهمة عدد من الشركاء الوطنيين والدوليين، فإلى جانب مساهمة جمعية "هيومن فورص الهولندية" من خلال حصولها على دعم مالي للمشروع من بعض المؤسسات الهولندية، هناك مساهمة وكالة تنمية الجهة الشرقية، ومساهمة وكالة التنمية الاجتماعية في شكل قرض مسترجع من طرف المستفيدين من المشروع، ومساهمة سفارة مملكة الأراضي المنخفضة بالرباء ومساهمة مؤسسة "رابوبنك الهولندية"، كما أشار السيد رئيس الجمعية إلى أن الطاقة الإنتاجية للمشروع قد تحددت في حوالي قنطارين من "جبنة قلب كفايت " يوميا، أي بتحويل حوالي 2000 لتر من الحليب المبستر يوميا من خلال عقدة للتزود بهذه المادة الأولية من تعاونية الحليب للمغرب الشرقي، وبذلك ستتمكن فئات أخرى من المغاربة من تناول بعض الأنواع من الأجبان التي لا زالت أثمانها في السوق المغربي فوق الطاقة الشرائية حتى بالنسبة للفئات المتوسطة. ومن ثمة فإن مشروع إحداث وحدة صناعة الأجبان بجرادة يعتبر مشروعا متعدد الشركاء، لذلك فإن قيمته لا تتمثل في قيمة تكلفته البسيطة، ولكن في تقديم معادلة تنموية على أرض الواقع يمكن أن تتطور لتصبح بديلا اقتصاديا ممكنا، وفي تمكين المواطنين المغاربة من استهلاك هذا النوع من الجبن بإثمان مقبولة، وفي القدرة على حشد عدد من الشركاء في مشروع تنموي يمكن أن يؤخذ من لدن الشباب كدرس في العمل والاستفادة من الإمكانات البشرية والطبيعية المتاحة. مما أكسب الجمعية الساهرة على تنفيذ هذا المشروع المزيد من المصداقية والاحترام إزاء شركائها وإزاء الفئات المستفيدة من المشاريع التنموية التي تشرف عليها الجمعية. وسبق أن نظمت جمعية كفايت للثقافة والتنمية ورشة تكوينية وتحسيسية حول دور التعاونيات في التنمية المحلية،وبتأطير وتنشيط من السيد المدير الجهوي لمكتب تنمية التعاون بوجدة، وحضور ممثل عن وكالة التنمية الاجتماعية وممثلة الصندوق الاجتماعي للتنمية (FSD) التابع للسفارة الفرنسية بالمغرب وممثلي المصالح المركزية والإقليمية للتعاون الوطني، ، وذلك لصالح فوج من الشباب القروي بجماعتي كفايت ولبخاتة بإقليم جرادة، الذين يزاولون أو يرغبون في مزاولة أنشطة اقتصادية وإنتاجية في مجالات الفلاحة والسياحة وتربية المواشي والصناعة التقليدية والخدمات.وقد اطلع المستفيدون من هذه الورشة على الإجراءات القانونية لتأسيس التعاونيات، والمراحل التي ينبغي المرور منها للحصول على ترخيص قانوني يتيح الاشتغال في إطار تعاونية معترف بها.كما تداول المستفيدون في الصيغ القانونية الممكنة لتأطير أنشطتهم الاقتصادية.هذا وقد استدعت الجمعية المنظمة لهذه الورشة ممثلين غن الجمعيات والتعاونيات المحلية القائمة، ومجموعات الشباب الذين سبق لهم أن استفادوا في إطار المشاريع التنموية التي أنجزتها وتنجزها الجمعية مع شركائها المحليين والوطنيين والدوليين، مثل مشروع" وحدة الآليات الفلاحية" و"مشروع وحدة صناعة الأجبان"، و" مشروع تقوية شبكة السياحة التضامنية بالمنطقة" و" مشروع تحسين السلالة الحيوانية" و"مشروع باش نعيش للصناعة التقليدية"، ومشاريع أخرى في طور التحضير لصالح الشباب القروي. وقد خلصت هذه الورشة إلى ضرورة تتبع وتأطير الأنشطة الاقتصادية والانتاجية التي أضحى يتوق إليها الشباب، وإلى ضرورة استقطاب عدد من الجهات الممولة والمانحة من أجل تشجيع هذه المبادرات ذات البعد الاقتصادي والمضمون الاجتماعي.كما احتضن منتجع كفايت بإقليم جرادة ولمدة تسعة أيام متواصلة مشغلا دوليا للفنون التشكيلية ، وذلك ضمن الأنشطة التي يتضمنها برنامج "جمعية كفايت للثقافة والتنمية" لصيف 2007 .وقد شارك في هذا اللقاء الفني الدولي الذي أطلق عليه في نسخته الأولى" الفن والتضامن" مجموعة من الفنانات و الفنانين التشكيليين الفرنسيين المرموقين من مدينة باريس، ومجموعة أخرى من الفنانين المغاربة الذين أخذوا ينقشون أسماءهم على لوحة الفن التشكيلي المغربي ، العاملين بجمعية "جذور للفن والتنمية " التي ساهمت بنجاح في تنظيم وتأطير هذا اللقاء ذي الأهمية الفنية، وجماعة المتحف التي شاركت في الملتقى في شخص الفنان محمد تاغزوت.هذا وسيخصص ريع الأعمال المنجزة خلال هذا الورشة الفنية لأغراض تضامنية، وفي مقدمتها خلال هذه الدورة " إحداث فضاء للطفل " بأحد الدواوير المهمشة بجماعة كفايت، حيث يشرف الورش التضامني الدولي المنظم من طرف جمعية كفايت على إنهاء الأشغال، وقد أعلنت الجمعية بمناسبة تنظيم يوم تواصلي وإعلامي يوم 24يوليوز 2007، أن الهدف هو تقديم كل المشاريع التي تنخرط فيها الجمعية، وتثمين الأنشطة الدولية التضامنية المنظمة من طرف الجمعية بعين المكان. وعرض الأعمال التي أنجزها الفنانون المشاركون خلال فترة إقامتهم بمنتجع كفايت.، والعمل على ترسيخ مثل هذه التظاهرات التي كشفت عن مردودية فنية وتضامنية مهمة.وباقتراح من "جمعية كفايت للثقافة والتنمية " في إطار " برنامج التقوية المؤسساتية للمجتمع المدني بالجهة الشرقية" الذي تسهر عليه "الجمعية المغربية للتضامن والتنمية AMSED "، وبتنسيق مع مصالح عمالة إقليم جرادة، نظمت فعاليات النسيج الجمعوي العاملة في حقل التنمية المحلية بإقليم جرادة (جمعية إسعاف، جمعية أوراش جرادة، جمعية أماديرو، جمعية التعليم الأولي، جمعية أزرايك، وجمعية كفايت) ورشة دراسية حول موضوع "الماء والتنمية بإقليم جرادة"، وذلك مواكبة للمهرجان العاشر للإقليم الذي اختير له هذه السنة شعار "جرادة، ذاكرة، أصالة، تنوع و انفتاح"، وفي ركاب المهرجان الدولي الأول للتنشيط الثقافي والسياحي المنظم بمبادرة من المجتمع المدني بالإقليم خلال النصف الأول من شهر يوليو2007.وبعد تسجيل المشاركين في هذه الورشة الدراسية ( 4 مشاركا ومشاركة من ممثل المصالح الإدارية المعنية، وممثلي المجتمع المدني والغرف المهنية والقطاع الاقتصادي والمجالس المنتخبة، وممثل وكالة تنمية وإنعاش الجهة الشرقية) لانخراطهم المسبق في دينامية "الحوار الوطني حول الماء "المعلن عنه من لدن وزارة إعداد التراب الوطني والماء والبيئة، وتعبيرهم عن امتنانهم للسيد عامل إقليم جرادة الذي عبر عن استشعاره بأهمية الموضوع بتبنيه لمحاور الورشة وافتتاحه لأشغالها بكلمة توجيهية تعكس الانشغال الفعلي بموضوع الماء حيث - يقول السيد العامل " يأتي تنظيم هذه الورشة انسجاما مع السياسة المائية التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و الهادفة إلى ترسيخ مقاربة جديدة لمعالجة إشكالية النقص في الموارد المائية وعدم انتظامها."ومن القناعة الراسخة لهذه السلطة الإقليمية بأهمية تثمين الموارد المائية المتوفرة بالإقليم و حسن تدبيرها، باعتبارها تشكل دعامة استراتيجية لتنمية القطاع الفلاحي و تربية الماشية، بعد تراجع النشاط المنجمي الذي شكل إلى عهد قريب قطب الرحى في الاقتصاد المحلي. والجدير بالذكر في هذا الإطار أن الإقليم يتوفر على فرشة مائية مهمة، مما سيمكن و بما لا يدع مجالا للشك في توفير حظوظ أرحب لتطوير القطاع الفلاحي، توسيع المدارات السقوية و خلق قيمة مضافة جديدة للصناعة التحويلية المرتبطة بهذا القطاع الحيوي.إلا أنه و على الرغم من توفر هذا المعطى الطبيعي الهام و في غياب رؤية واضحة، دقيقة و علمية حول حقيقة المخزون المائي المتوفر بالإقليم و كذا حالته الراهنة و طرق استغلاله، يجعلنا أكثر من أي وقت مضى مستشعرين أهمية إيلاء هذا الموضوع ما يستحقه من عناية في أفق بلورة تصور واضح لتدبير عقلاني و رشيد للموارد المائية."، وبعد تتبع العروض الغنية التي تقدم بها المتدخلون في محاور شملت الإطار القانوني والمؤسساتي للموارد المائية، والمناخ باعتباره أداة لاتخاذ القرار في تدبير الإشكالية المائية، ومقاربات ترشيد استعمال الماء في المجالين الفلاحي والصناعي، وتقديم نظرة عامة عن الموارد المائية بإقليم جرادة وعن الإمكانات التمويلية المتاحة لتطوير الري وتوسيع مداراته . وبعد الاستنارة بالإضاءات المفصلية التي كان يقدمها بين الفينة والأخرى مدير أشغال الورشة الباحث والخبير الأستاذ عبد الرحمان الحرادجي، وبعد مناقشات مثمرة ومستفيضة حول جوانب الموضوع ومضامين العروض المقدمة تمت بلورة التوصيات التالية :التشديد على ضرورة التسريع بإعداد مخطط مديري للتنمية الفلاحية بإقليم جرادة يهدف بدرجة أساسية إلى التعريف الدقيق بالمؤهلات المائية بالإقليم و إمكانية وحدود استغلالها،و إتمام عملية التقنين المتعلقة بالماء، وذلك بتبنى النصوص التطبيقية لقانون 10-95 والسهر على تطبيقها،واعتماد مقاربة التدبير المندمج للموارد المائية وتنفيذها على مستوى الأحواض المائية،و التعجيل بإنجاز دراسة حول إمكانية استعمال الطاقات المتجددة في مجال ضخ مياه الري بالإقليم ،والعمل على دعم هذه التفقنيات وفق مساطر واضحة المعالم،وإنجاز بحوث ودراسات حول مزروعات أقل استهلاكا للماء ومتأقلمة مع الظروف المناخية للمنطقة،ورسم مخطط لاستجماع واستيعاب أكبر كمية من مياه التساقطات وتقليص نسبة هدرها وضياعها،و إنجاز بحوث ودراسات حول علاقة المناخ بالمزروعات من أجل تحديث القطاع وتحسين مردويته،وحث الجهات المانحة والمؤسسات الحكومية والمجالس المنتخبة على دعم المشاريع الهادفة إلى تثمين الماء واستعماله في تحسين الجاذبية السياحية للمنطقة،ووضع مخطط لاستثمار مياه سد الحسن الثاني في تنمية القطاع الفلاحي والنشاط السياحي بإقليم جرادة،و التحكم في آثار المقذوفات السائلة على البيئة،ودعم المبادرات الهادفة إلى حماية مياه الإقليم من التلوث. وحث مستعملي المياه الزراعية على استعمال تقنيات الجديدة للري للاقتصاد في الماء، وتفعيل وتقوية دور جمعيات مستعملي المياه الزراعية في المحافظة على الماء وترشيد استعماله، ووضع مخطط لاستثمار مياه سد الحسن الثاني في تنمية القطاع الفلاحي بإقليم جرادة، و إحداث نواة للتكوين المهني المتخصص في مجال الزراعة وتربية الماشية بالإقليم، و التسريع بإيجاد صيغة قانونية للعقار الفلاحي بالإقليم وجعله قاطرة للتنمية المحلية المستدامة، و إحداث وكالة لبنك القرض الفلاحي بمدينة جرادة، من أجل تقريب الخدمات من الزبناء ، وتوسيع مجال اختصاصات الخلية التابعة لوزارة الفلاحة بإقليم جرادة، وتحسين درجة التواصل مع الفلاحين،وتوصية المؤسسات والمصالح المعنية بالموضوع بتنظيم ندوة وطنية بإقليم جرادة حول موضوع " الماء والتنمية" في بحر سنة 2007 .كماسبق أن وقعت جمعية كفايت للثقافة والتنمية على اتفاقية للتعاون والشراكة بين كتابة الدولة المكلفة بمحاربة الأمية وبالتربية غير النظامية ، وتهدف الاتفاقية التي وقعها الوزير السابق أنيس برو وسامح درويش رئيس جمعية كفايت للثقافة والتنمية، إلى تأهيل 40 فتاة قروية منقطعات عن المدرسة أو لم يسبق أن التحقن بها وإدماجهن في الحياة السوسيومهنية، والادماج الاجتماعي لفائدة 50 فتاة من خلال إنشاء ورشة تصنيع مادة الحلفاء.ويقدر الغلاف المالي للمشروع ب 213 ألف درهم، حيث ستساهم كتابة الدولة بمبلغ 154 ألف درهم يخصص لتغطية النفقات المتعلقة بتعويضات المكونين