ماذا يعني أن يحكم على فريق من مدينة مهمشة رغم تاريخها النضالي للانتقال مسافة 1300 كلم نحو الجنوب لإجراء مباراة ضمن اقصائيات كأس العرش؟ هل حولت الجامعة منافسة ذات أبعاد وطنية إلى تصفية حسابات لجبر خاطر هذا أو ذاك؟ هل هناك بصريح العبارة ، بعيدا عن التلميح الممل أياد خفية غرضها الأصلي هو محو الباعمرانيين على سطح الوجود المغربي لتكون كرة القدم بدورها داخل اللعبة التي تنتظم خطوطها خارج الرياضة؟؟ لقد شاءت الأقدار أن عشنا عشر سنوات في العيون، واقتربنا بشكل كبير من خبايا واكراهات عصبة الصحراء لكرة القدم، بل، ناضلنا وفق ما نستطيع من اجل تطوير الإعلام الرياضي بالمنطقة، خاصة وأننا كنا نعاين الإشكال الجغرافي الذي يحول دون صمود أندية الصحراء لضعف الإمكانيات المادية، حيث يجب أن يعرف القارئ مثلا أن اقرب مسافة جغرافية بين مدينتين هناك هي 100 كلم الرابطة بين العيون وطرفاية، في حين تقطع فرق العيون 600 كلم لمواجهة مولودية الداخلة، وهذه الأخيرة محكوم عليها بمسافات ماراطونية للتباري..فإذا ما نحن نظرنا إلى طبيعة فرق عصبة الصحراء، وقارناها باتحاد افني، لقلنا ان هذا الاخير لايستفيد ضرورة من أشياء تستفيد منها فرق المنطقة ، وبالتالي فإن امر تنقله نحو الداخلة يمكن ان يتم في حالة تدخل الجامعة والمسؤولين لحسم إشكال مصاريفه الباهضة على فريق فقير من ناحية الموارد المالية، ومعنى ذلك، توفير تذاكر الطائرة للفريق، تماما كما استفادت منها فرق عصبة الصحراء في مناسبات عديدة، خاصة واننا نعرف ملعب الداخلة جيدا، ولا ننتظر المراهنة على مداخيل للتعويض..نحن نستغرب كيف اندلع حدث شغب بين انصار افني ولاعبي مولودية العيون في بيوكرى، تحت أنظار مسؤولي سوس الذين فاتهم الاجراء الامني الوقائي اللازم، لنسمع بعد ذلك مباشرة بأمر هذه القرعة الغريبة، التي حكمت بجر الباعمرانيين نحو الداخلة، وربما ستكون السلطات الأمنية هناك بدورها في محنة، لأن التكهن بمحاولات شغب مخيفة يبقى قائما...ان تراكم أخطاء الجامعة اصبح للاسف يمس تخوم منافسات كأس العرش ذات البعد الرمزي، والدليل ان حكاية مباراة يلزم فيها فريق من الاول هواة، بقطع مسافة 1300 كلم لاجراء مباراة في كرة القدم أمر غير منطقي، ولا نظن أنه خضع لقرعة ولا هم يحزنون، سيما وأنه طيلة سنوات كثيرة كانت نفس القرعة تعطي افضلية لفرق كبيرة تصل الى النهاية اما بحكم استقبالها المكثف ، او لطبيعة الفرق الضعيفة التي حكم عليها بأن تواجهها، وكمثال، لا زلنا نتذكر ايام الجيش الملكي القوية اواخر الثمانينيات، حين حكمت " القرعة" على اتحاد تارودانت بالرحيل الى الرباط لمواجهة كوموندو من خيرة اللاعبين آنذاك، والنتيجة هي عودة الرودانيين بهدية من الجيش الملكي 9/0 ..نتمنى مراجعة نظام مباريات الكأس باستعجال، وسن نظام الذهاب والاياب مباشرة في الادوار التي تشارك فيها اندية الصفوة، وذلك من اجل منح الفرص بالتساوي لكل الاندية الوطنية للتنافس على كأس لها رمزية كبيرة، وتذكر المغاربة أجمعين بملحمة النضال والمقاومة التي رسمتها كل الحدود الجغرافية للوطن..