نظمت "مجموعة العمل من أجل إيقاف المركب العسكري الكيماوي بمارانيوسا " – 11 كلم جنوب العاصمة مدريد - بمشاركة أعضاء من المنتدى المغربي الأسباني للذاكرة المشتركة والمستقبل – مجموعة المغرب يوم 30 سبتمبر الماضي مسيرة احتجاجية ووقفة أمام المركب الكيماوي العسكري " لا مارانيوسا""la maraniosa" . وذلك بغية المطالبة بإيقاف نشاطه الكيماوي،الباكترولوجي و النووي الذي يهدد ليس سلامة سكان مارانيوسا المحادية له فقط بل كل محيطة إلى حدود العاصمة مدريد. والدفع بالدولة الأسبانية إلى الاعتراف بالجريمة التي اقترفتها زمن الاستعمار عندما سمحت لنفسها بضرب سكان الريف وجبالة بالقنابل الكيماوية . وقد أسس هذا المركب الذي تقوم الدولة الأسبانية بتحويله إلى المعهد التكنولوجي العسكري لمارانيوسا ، سنة 1923 قصد تصنيع القنابل الكيماوية التي سحق بها الأسبان المجاهدون المغاربة بمنطقتي الريف وجبالة بعد اندحارهم في معركة أنوال . مخلفة كوارث بيئية وإنسانية فظيعة ما زال سكان المنطقتين يعانون منها من جراء الأعداد الهائلة من المصابين بنوع من سرطان الرئة والحنجرة التي تسببها هذه القنابل الكيماوية السامة . وأمام هذا المعمل الرهيب توالت كلمات المشاركين ، وفي هذا الصدد ألقي طارق الادريسي أحد النشطاء الحقوقيين المغاربة المقيمين بأسبانيا كلمة باسم المنتدى المغربي الأسباني للذاكرة المشتركة والمستقبل نيابة عن منسقها العام ا عبدالسلام بوطيب " إن الشعور الإنساني الذي ينتاب المرء في مثل هذه الوقفات لا يحس به إلا الذين نذروا حياتهم للدفاع عن حق الإنسان في الحياة الكريمة والسلم والطمأنينة والسلام. عندما توصلت بدعوتكم خالجني نفس الشعور الذي سكنني وأنا أستعد للوقوف قبل سبعة سنوات أمام سجن تازمامارت الرهيب بالمغرب. سجن أكل عشرات المواطنين وعبرهم اسكت الملايين، ومعمل كيماوي قتل ببشاعة الآلف وما زالت الديمقراطية الأسبانية لم تقل كلمتها فيه بعد . الشئ الذي نعتبره نحن الحقوقيين المغاربة ويعتبره معنا العالم كله ، استمرارا لتلك الجريمة البشعة التي اقترفت ليس ضد الريفيين وجبالة وحدهم بل ضد الإنسانية جمعاء .ذلك أن عدم الاعتراف بالجرائم التي ترتكب في حق الإنسانية هي استمرار في ممارستها "قبل أن يضيف : " كما تعلمون فضرب منطقة الريف بالغازات الكيماوية السامة هي احدي اهتمامانتا بالإضافة إلى مساهمة المغاربة في الحرب الأهلية الأسبانية ومستقبل المناطق المحتلة من قبل الأسبان وسؤال الدين التاريخي الاستعماري . فإذا كان السكان المجاورون لهدا المعمل اليوم يطالبون بإيقاف نشاطه مخافة الاسوء الذي يمكن أن يمتد جغرافيا إلى مناطق بعيدة. فإننا نحن في المنتدي المغربي الأسباني للذاكرة المشتركة والمستقبل نطالب ، بالإضافة إلى مطالبكم المشروعة بالاعتراف الرسمي من قبل الدولة الأسبانية بالجريمة التي ارتكبتها في حق الساكنة الفقيرة في الريف وجبالة .ان تعترف بأنها تسببت في إصابة هؤلاء الفقراء بأمراض خطيرة ما زالت تصيب المئات من الناس .أن تعترف أن الآلف المؤلفة من المصابين بسرطان الرئة والحنجرة فى الريف وجبالة كان من جراء تهور القادة السياسيين الأسبان ومن أوحي لهم باقتراف تلك الجريمة النكراء "وختم طارق الادريسي الكلمة التى ألقاها نيابة عن منسق المنتدي المغربي الأسباني للذاكرة المشتركة والمستقبل :" إن الدراسات التاريخية والقانونية التي تناولت موضوع القنبلة كثيرة ولا يحيط بها أدني شك علمي أو أخلاقي .لذا ليس أمامنا إلا خيار النضال من أجل العمل المشترك للدفع بالدولة الأسبانية نحو الاعتراف بجريمتها ، وسيكون أول خطوة ستقدم عليها حكومة مدريد إن هي اعترفت بجريمتها العمل علي إيقاف نشاط هذه القنبلة التي لا نعرف متي ستنفجر . "معلوم أن المنتدي المغربي الأسباني للذاكرة المشتركة والمستقبل – مجموعة المغرب - نظم خلال هذه السنة ندوة بمشاركة شبكة الأمل للإغاثة والتنمية المستديمة بالحسيمة في موضوع :الذاكرة المشتركة حقوق الإنسان الديمقراطية والمستقبل . سلطت الضوء خلالها علي خبايا موضوع ضرب الريف وجبالة بالقنابل الكيماوية السامة من قبل الدولة الأسبانية .وسيصدر في الأيام القليلة القادمة كتاب يجمع كافة المدخلات التي ألقيت خلال هذه الندوة .وسيواكب المنتدي المغربي الأسباني للذاكرة المشتركة والمستقبل صدور هذا الكتاب بعدة ندوات في الموضوع تتوج بالدورة الثانية للقاء الذاكرة المشتركة حقوق الإنسان الديمقراطية والمستقبل التي ستجري نهاية شهر مارس من السنة القادمة بمدينة الحسيمة أو الناضور في موضوع :أية مقاربة حقوقية لمعالجة جرائم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي اقترفت في الحقبة الاستعمارية ? ".