تفتتح مساء الخميس في ضاحية سان دوني الباريسية الدورة الثانية من تظاهرة "بانوراما السينما المغربية" التي تقدم أفلاما روائية ووثائقية طويلة وقصيرة لجمهور ضواحي باريس التي يشكل المتحدرون من شمال أفريقيا 30 بالمئة من سكانها. وصرح جمال المحوتي المنسق العام للتظاهرة التي تقام بين 10 و13 مايو/ أيار لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذه التظاهرة "تأتي دعما لسينما شابة ونامية لا توزع إلا بنسبة ضئيلة في فرنسا كما تأتي بناء على رغبة جمهور يريد أن يرى صورا وأفلاما قادمة من المغرب وتحكي قصصا مغربية". وتعرض خلال هذه الدورة الثانية من بانوراما السينما المغربية تسعة أفلام طويلة ووثائقية وتسعة أفلام قصيرة لم يسبق عرضها في فرنسا. وتهدف البانوراما أيضا بحسب المنظمين إلى تقديم أفلام مغربية في الخارج تمثل على النحو الأمثل هذه السينما، مما يمكن أن يساعد ولو بنسبة قليلة على أن تجد هذا الأفلام موزعا لها في فرنسا. ويقول هؤلاء أيضا إن هذه التظاهرة تهدف أيضا إلى سد النقص في التظاهرات السينمائية العربية بعد اختفاء مهرجان السينما العربية في ضواحي باريس قبل أكثر من 15 سنة ومهرجان الأفلام المغربية في مرسيليا (جنوب) الذي لم تعقد منه سوى دورتين قبل أكثر من 12 سنة. وحول أسباب التركيز على السينما المغربية وليس التونسيةوالجزائرية اعتبر المنسق العام للبانوراما أن "خيار المغرب فرض نفسه لأن السينما فيه بصحة جيدة أكثر من جارتيها تونسوالجزائر". وأشار إلى أن إنتاج السينما المغربية بات منذ أكثر من أربع سنوات أكثر غزارة ونوعية مقارنة بسائر بلدان المغرب العربي كما أن شروط صنع الفيلم المغربي تحسنت بسبب السياسة الإنتاجية التي دفعت بالفيلم المغربي إلى الأمام وفرضت وجوده في المهرجانات الدولية. وينتج المغرب ما بين 8 و12 فيلما روائيا طويلا سنويا إضافة إلى الأفلام الوثائقية ونحو 40 فيلما قصيرا. ومن المقرر أن تقدم البانوراما أيضا نافذة على الجزائر تتمثل بعرض أربعة أفلام طويلة اثنتان منها بالأمازيغية. وقد وضعت هذه الدورة تحت رعاية رشدي زم الممثل الفرنسي المغربي اللامع بينما رعى الدورة الأولى الممثل المغربي سعيد طغماوي. وكانت الدورة الأولى حظيت بنجاح كبير حيث حضر نحو 2500 مشاهد أيام التظاهرة التي جرت عروضها في قاعة سينما "ليكران" في سان دوني. ومن الأفلام المشاركة في هذه الدورة فيلم نرجس نجار الجديد "ويك آب موروكو" وفيلم مصطفى دركاوي "كازابلانكا باي نايت" وفيلم "صبي طنجة" لمؤمن سميحي و"علي زاوا" لنبيل عيوش. كما تعرض أفلام وثائقية لكل من دليلة النادر ومؤمن سميحي وعلي صافي ورشيد مرابط وحكيم بلعباس الذي يمتلك لغة خاصة والذي يمزج في أعماله الوثائقي بالروائي في لغة سينمائية حديثة مقتدرة. وسيكون حكيم بلعباس بين المخرجين المغاربة الحاضرين في سان ديني لمواكبة هذه البانوراما بجانب المخرجين علي صافي ونرجس نجار ودليلة النادر وماريا كريم. وتقام طاولة مستديرة حول الأفلام المشاركة تحت خيمة الأنشطة التي نصبت في ساحة السينما واعدت لتكون مكانا للتلاقي بين المختصين والجمهور. كما تحيي المغنية سافو المغربية الأصل حفلا غنائيا في ختام المهرجان في 13 مايو/أيار في مسرح جيرار فيليب في سان دوني.