دعت المنتجة التونسية درة بوشوشة مديرة أيام قرطاج السينمائية التي بدأت فعالياتها مساء السبت الماضي الى "مراجعة جذرية" للمهرجان الذي يعد اعرق التظاهرات السينمائية العربية والإفريقية. وقالت بوشوشة لوكالة فرانس برس عشية افتتاح المهرجان الذي رأى النور قبل 43 عاما "يجب رفع الغبار عن هذه التظاهرة العريقة التي يتعرض القائمون عليها الى العديد من الضغوطات". واضافت "بعد هذه التجربة الطويلة, على المهرجان ان يصبح اكثر حرفية ويبحث عن تطوير فعالياته مواكبة للعصر ....طبعا من دون المساس من مبادئه". ودعت الى التفكير بجدية في تغيير تاريخ انعقاد هذا المهرجان الذي يتزامن عادة مع مهرجانات سينمائية أخرى في العالم العربي". وشددت بوشوشة على أهمية "تنظيمه كل سنة حتى لا يكون على هامش المستجدات على الساحة السينمائية". وتأسس مهرجان ايام قرطاج السينمائية في العام 1966 مع الطاهر شريعة، بعد قرابة ثلاثين عاما من ولادة أول المهرجانات السينمائية الدولية وهو مهرجان البندقية. ويقام مهرجان قرطاج مرة كل سنتين بالتناوب وايام قرطاج المسرحية, وهي تهدف الى النهوض بسينما الجنوب. وافتتح المهرجان في المسرح البلدي وسط العاصمة تونس بعرض فيلم "الرجل الذي يصرخ" للتشادي محمد صلاح هارون الذي يتناول مخلفات الحرب الأهلية في بلده. وهو اول عرض له بعد مشاركته في مهرجان "كان" الفرنسي الذي منحه جائزة لجنة التحكيم في ايار/مايو الماضي. واعلنت بوشوشة ان 47 فيلما طويلا وقصيرا من النوع الروائي والتسجيلي من ثماني دول عربية وثماني دول افريقية ستتنافس طيلة تسعة ايام للفوز بالجوائز الثلاث الرئيسية للمهرجان" الذي يتزامن تنظيمه مع اعلان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي العام 2010 سنة السينما واحتفالات تونس بالسنة الدولية للشباب. واضافت بوشوشة التي ترئس ايضا صندوق الجنوب لدعم الاعمال السينمائية منذ كانون الثاني/يناير 2010 ان "الدورة الجديدة تطمح الى خلق جيل جديد من السينمائيين الشبان لاخذ المشعل واعادة الحياة الى نوادي السينما التي تراجع عددها", معلنة استحداث "مسابقة جديدة خاصة بالسينمائيين الشبان" خلال هذه الدورة التي تستمر حتى 31 من الشهر الجاري. ومضت تقول "انا متفائلة ...هنالك كفاءات شبابية في الحقل السينمائي لا بد من مد يد العون لها وعدم القسوة عليها". ودعت هذه الطاقات الشابة الى "المثابرة والعمل الجاد لان الهواية وحدها لا تكفي". ويعرض في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية ثلاثة افلام طويلة من تونس هي "النخيل الجريح" لعبد اللطيف بن عمار وفيه دعوة لاعادة قراءة تاريخ المقاومين, و"آخر ديسمبر" لمعز كمون الذي يقدم صورة مغايرة للمراة الريفية في تونس, و"يوميات احتضار" لعائدة بن علية. كما تشارك تونس بفيملين تسجيليين في اطار مسابقة الافلام الوثائقية هما "فراق" لفتحي السعيدي و"كان يا مكان" لهشام بن عمار الذي يروي قصة كفاح اب ليرى ابنه عازف كمان بارع ليحقق ما عجز هو عن تحقيقه بسبب النظرة السلبية للموسيقى الكلاسيكية في محيطه الاجتماعي وظروفه المادية الصعبة. والى جانب الافلام التونسية تشارك في المسابقة ستة افلام طويلة روائية عربية هي "رحلة الى الجزائر" للجزائري عبد الكريم بهلول, و"رسائل من البحر" للمصري داود عبد السيد, و"ميكروفون" لمواطنه احمد عبدالله, و"الجامع" للمغربي داود اولاد سيد, و"كل يوم عيد" للبنانية ديما الحر, و"مرة اخرى" لجود سعيد. ويرأس لجنة تحكيم هذه الافلام ،راوو باك، من هايتي, وتضم الموسيقي التونسي انور ابراهم والممثلة المصرية الهام شاهين والممثلة السورية سلاف فواخرجي ،والفرنسي ديان براتيي والافغاني عتيق رحيم والسنغالي جوزف قايي راماكا. وفي مسابقة قسم الفيديو التي يرئسها الممثل المصري خالد ابو النجا تشارك تسعة بلدان عربية وافريقية بأحد عشر فيلما طويلا. وبين الافلام الطويلة المعروضة "الحرب السرية لجبهة تحرير الجزائر في فرنسا" للجزائري مالك بن اسماعيل, و"جيران" للمصرية تهاني راشد, و"تاتا الف مرة" للبناني محمد كبور, و"شيوعيين كنا" لمواطنه ماهر ابي سمرا, و"زمانا" للمغربي جلال داود, و"زهرة" للفلسطيني محمد البكري الذي حصل على جائزة افضل ممثل عن دوره في فيلم "عيد ميلاد ليلى". وستعرض السينما الافريقية في اطار المسابقتين افلاما من افريقيا الجنوبية و كينيا واوغندا والكاميرون ومالي والسنغال. واعلنت بوشوشة ان "منظمة المراة العربية التي ترأسها تونس منذ اذار/مارس 2009 ستمنح هذا العام جائزة لافضل عمل سينمائي يتناول قضية المراة". ويرئس لجنة تحكيمها المصري خالد عبد الجليل ،رئيس المركز الوطني للسينما. كما تم استحداث جائزة تحمل اسم المخرج المالي الراحل "سوتيقي كوياتي". ويكرم المهرجان الذي سيشهد عرض اكثر من 250 فيلما من اوروبا وآسيا وافريقيا والولايات المتحدةالمخرج اللبناني غسان سلهب والفلسطينية هيام عباس والجزائري رشيد بوشارب الذي سيعرض له فيلم "خارج عن القانون" المثير للجدل والذي صورت مشاهد منه في تونس في تشرين الثاني/نوفمبر 2009. وستحتفي التظاهرة هذا العام بمؤسس المهرجان طاهر شريعة. وقال السينمائي فريد بوغدير الذي يعنى بهذا التكريم لفرانس برس "شريعة هو اب السينما العربية والافريقية الجديدة ....وليس هنالك ابداع بدون معرفة الجذور". ويتضمن المهرجان نشاطات اخرى من بينها "بانوراما" و"افلام من العالم" و"10 افلام من اجل قضية" و"حصص خاصة: سينما وذاكرة". وتحتوي التظاهرة ايضا على ورشة مشاريع وندوة فكرية حول "سينماءات المغرب العربي وجمهورها" ستقف عند واقع الانتاج والتوزيع في هذه المنطقة كما ستبحث في اسباب هجر الجمهور قاعات السينما لا سيما في تونس. واوضحت بوشوشة لفرانس برس ان "الهوة اتسعت بين الجمهور والنقاد والعمل الابداعي" وقالت "آن الاوان لايجاد الحلول من اجل ربط الصلة بينهم". وستعقد على هامش المهرجان "ايام السمعي البصري" بالتعاون مع سفارة فرنسابتونس من اجل "فتح حوار ثقافي ايجابي بين البلدين بهدف ايجاد انجع السبل لتطوير القطاع السمعي البصري"كما لفتت بوشوشة.