بقلم: زينا الخوري«تفاجأت فرنسا» بمشاركة الولاياتالمتحدة في مؤتمر بغداد الذي يعقد يوم السبت 10 آذار بحضور سوريا وإيران. هكذا عنَّونت افتتاحية جريدة «لوموند».إذا كانت فرنسا تفاجأت، فماذا عن المواطن العادي؟ ماذا عن أنصار السلطة في لبنان؟لا شك أن الموضوع شكَّل صدمة لمجموعة كبيرة من الناس راهنت على استمرار الموقف الأميركي المتصلب.المسؤولون الأميركيون يصرحون كل يوم «لا لسوريا». والجرة مع إيران مكسورة منذ زمن بعيد. فجأة ها نحن ذاهبون إلى مؤتمر يعالج الجراح العراقية المتفاقمة، والطبيب المداوي إيراني وسوري. فأي طبيب يجري عملية جراحية مجاناً؟ وهل المؤتمر هو لمعالجة الوضع الأمني فقط؟ هل وُلد فجأة، كما تحصل الذبحة القلبية وحوادث السير؟ أم جاء نتيجة جهود طويلة وسرية استمرت منذ صدر تقرير بايكر هاملتون؟ أليس المؤتمر احد ابرز توصيات بايكر - هاملتون التي أعلن البيت الأبيض معارضتها.لماذا يُعقد المؤتمر بعد اقل من شهر على بدء الخطة الأمنية لبغداد؟ لو نجحت الخطة، لما كانت أميركا قبلت بانعقاده، ولاستمر «نهج القوة» وسياسة الغطرسة.يوحي المؤتمر أن أميركا اعترفت لنفسها أولاً، إنها بحاجة لمساعدة على ضبط الوضع في العراق. وهذه المساعدة تأتي من سوريا وإيران. فهل يقدمان خدماتهما مجاناً؟ثم أن أميركا هي التي طلبت مشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وفي ذلك دلالة على أنها تريد شركاء على الساحة العراقية ليساعدوا في إطفاء حريق أشعلته لوحدها. وربما ليتحملوا معها مسؤولية ما سوف يجري إذا فشل المؤتمر في إطفاء الحريق.ولقاء بغداد هو محطة أساسية تمهد لاجتماع أكثر أهمية، يعقد بعد أسابيع، وتشارك فيه «مجموعة الثمانية» الصناعية. فهل يمكن أن يكون العاشر من آذار مجرد لقاء، «رفع عتب» كما يحاول المتضررون تصويره؟ العكس هو الصحيح.الخطورة أن النجاح والفشل يسيران في خطين متوازيين... كذلك الحل والانفجار على الساحة اللبنانية.المفاجأة الحقيقية آتية بعد مقررات بغداد!