ظهر أول أمس الأربعاء الرئيس العراقي صدام حسين في مراكش بهامته الطويلة ونظاراته المميزة وابتساماته العريضة إلى جانب مدرعات وسيارات محروقة وبيوت مطلية بالسواد وكأنها تعرضت للقصف.هذا الظهور لم يكن سوى صورة كبيرة جدا للرئيس الراحل علقت على جنبات إحدى العمارات السكنية بمناسبة تصوير فيلم عن المقاومة العراقية بمدينة الفلوجة التي تشبه حارتها حارات المدينة الحمراء ، مما جعل ساكنة تجزئة الحسنى بحي المحاميد بمراكش يتحلقون حول طاقم تصوير الفيلم الذي استخدم أيضا دبابات وآليات عسكرية مغربية وسيارات مدنية محروقة. واستاء بعض السكان من طريقة تصوير الفيلم حيث عمد التقنيون إلى إشعال النار في إطارات السيارات وترك الدخان يتصاعد منها بقوة في محيط عاج بالسكان خاصة الأطفال.وقد صادف وجود مراسل القدس العربي بمراكش بعين المكان ، وجود سيارة مشتعلة بدون مراقبة أثناء فترة الاستراحة جعلت إطاراتها تدوي بقوة مخلفة رعبا للساكنة ومحدثا كثيرا من الضباب الأسود الكثيف كان ذلك سيشكل خطرا على الأطفال الذي يلعبون قربها ، فيما عمد آخرون على إطفاء النار بواسطة التراب.من جانب آخر علمت القدس العربي أن الممثلة الأمريكية ميريل ستريب وصلت مدينة مراكش لتصوير أحدث أفلامها مع المخرج غافين هود الحائز على جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي السنة الماضية عن فيلمه "اسمي تسوتسي".ويستغرق العمل في الفيلم 7 أسابيع بمدينة مراكش وأسبوع بمدينة الصويرة، ثم تتوجه أسرة الفيلم إلى جنوب إفريقيا لاستكمال المشاهد. واتخذ طاقم الفيلم قصر البديع التاريخي مقرا له وتحول فضاءه إلى ما يشبه سجن غوانتانامو فيما شوهد من عدد من الرجال الكومبارس بالزي البرتقالي المميز للسجن المشهور .وفيما لم يعرف علاقة هذا الفيلم بالمشاهد المصور بحي المحاميد، علم أن فيلم غافين هود المعنون "الأداء" = "rendition " لكاتبه كيلي سان يحكي قصة عميل مخابرات أمريكي، تنقلب حياته رأسا على عقب بعد أن يشاهد استنطاق إرهابي أمريكي متهم بضلوعه في أعمال خطيرة.ويعالج الفيلم قضية حقوقية هامة وفضيحة بدأت مع رئاسة بيل كلينتون للولايات المتحدة، حيث تقوم المخابرات الأمريكية بنقل متهمين بالإرهاب إلى دول أخرى وسجن جوانتانامو من أجل التحقيق معهم تحت التعذيب للحصول على معلومات.يذكر أن تصوير لقطات من الفيلم الأجنبي يوم الثلاثاء 6 فبراير 2007 بمصلحة التوليد بمستشفى ابن طفيل خلف أيضا استياء لدى أطباء التوليد والزوار والمرضى، علما أن مدير المستشفى قال إن التصوير كان مقابل التزام الشركة بصباغة قسم جدران مصلحة التوليد!!