قال مسؤول بالاممالمتحدة إن محصل القنب في المغرب المقدر بمليارات الدولارات والذي هو الأكبر في العالم تقلص بمقدار النصف تقريبا على مدار ثلاث سنوات بسبب حملة للقضاء عليه شنتها الحكومة ونتيجة للجفاف.غير أن برنارد ليروي المستشار القانوني الدولي بمكتب الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة قال إن الخطوة التالية التي تنطوي على إقناع المزارعين في منطقة الريف الفقيرة بشمال البلاد بالسعي إلى العثور على مصدر آخر للرزق تحتاج إلى دعم قوي من الاتحاد الاوروبي.ولطالما اتهمت الرباط بالفشل في تنمية منطقة الريف الجبلية وبإغماض عينيها عن ضلوع مسؤولين محليين في تجارة الحشيش التي أدرت على اباطرة وتجار المخدرات الذين يتخذون من اوروبا مقرا لهم 12 مليار دولار. ودخل ما يقدر بربع هذا العائد الى المغرب. منذ 40 عاما لم يكن يعثر على هذا النبات الا في المناطق الجبلية النائية لكنه انتشر تدريجيا في أنحاء المنطقة بأسرها وغربا الى ساحل المحيط الاطلسي مع تزايد الطلب من اوروبا.وينمو القنب بشكل جيد حتى في التربة الفقيرة وقد أصبح يعرف باسم "الذهب الأخضر" لأنه يوفر مخرجا من الفقر المدقع لآلاف الأسر..ويخفي المهربون الحشيش في حاويات وشاحنات أو يستخدمون زوارق سريعة قوية لشحنه الى برشلونة في اسبانيا ومرسيليا في فرنسا.وووجد مكتب الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أن المساحة المزروعة بالقنب في منطقة الريف انخفضت ‘لى نحو 70 ألف هكتار من 130 الف هكتار عام 2003.وقال ليروي من مكتب مكافحة المخدرات والجريمة في فيينا بعد زيارته المغرب مؤخرا "أعتقد أنه حدث الآن تغير استراتيجي".وأضاف "يجب أن نرى الآن كيف سيتطور هذا. إذا لم ير المزارعون قدوم الدعم فسيعودون لزراعة القنب".وكانت الحكومة قد قالت إنها تهدف إلى القضاء على إنتاج القنب بحلول عام 2008.وقال ليروي ان الحكومة المغربية ركبت أجهزة مسح في الموانيء حتى تستطيع رصد حمولات القنب في الشاحنات الكبيرة والحاويات واتخذت خطوات لمكافحة الفساد حيث استبدلت الكثير من ضباط الشرطة في طنجة ومناطق أخرى.وفي الصيف الماضي اعتقلت الشرطة محمد كراز المشتبه أنه تاجر حشيش دولي و16 آخرين منهم ستة على الأقل من مسؤولي الشرطة السابقين.وفي نوفمبر تشرين الثاني اعتقل أربعة يشتبه أنهم أعضاء في عصابة لتهريب المخدرات وصادرت الشرطة عشرة أطنان من الحشيش.لكن الحل على المدى الأطول يكمن في زراعة محاصيل بديلة وتوفير فرص عمل جديدة من خلال انهاء عزلة الريف وتشجيع السياحة والصناعة.وتمد الحكومة طرقا وتبني ميناء جديدا وسلسلة من المناطق الصناعية الحرة لتشجيع للشركات الاجنبية على إسناد خدماتها وأنشطتها لعمالة في المغرب لخفض التكاليف.وقال ليروي ان المغرب له سمعة قوية بوصفه منتجا للزيتون كما أن الطلب المتزايد على زيت الزيتون قد يوفر بديلا لمنطقة الريف عن القنب.وأضاف أن هناك مجازفة بأن تفتر عزيمة اوروبا بالنظر الى انتشار القنب بشدة في اوروبا وقد لا تعتبر الحكومات هذه المسألة اولوية لكن على الاتحاد مسؤولية التحرك.ومضى يقول "نحتاج الى تمويل القضاء (على القنب) ووضع برنامج للتعويض... وثالثا يجب أن نتجنب "المطب الهوائي" باطلاق برنامج لا يحقق ما يكفي من النتائج لمساعدة المزارعين".