لم تستطع 15 دولة عربية إقناع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بإقرار مشروع قرار يدين البرنامج النووي الإسرائيلي، ويطالب بضرورة توقيع إسرائيل على المعاهدة الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية، وتسهيل إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وقد فشلت هذه المحاولة التي تقوم بها الدول العربية لأول مرة منذ 14 عاما، إذ صوتت بتأجيل النظر في هذا القرار الى أجل غير مسمى، 45 دولة في طليعتهم كندا ودول الاتحاد الأوروبي، وامتنعت عن التصويت 19 دولة من بينها مع الأسف روسيا والصين!؟ لقد كشف الباحث الفيزيائي ويليام كلييف، في تقريره الشهري الصادر عن مركز جافي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بتل أبيب، عن حدوث تسرب نووي في مفاعل ناحال سوريك الإسرائيلي، الذي يقع بالقرب من شاطئ البحر المتوسط جنوب تل أبيب، وتمت معالجته بشكل مؤقت، وحذر من أن هذا المفاعل أصبح قنبلة موقوتة من السهل تفجيرها في أي وقت، مؤكدا أنه لولا يقظة القائمين عليه، لكانت قد حدثت كارثة كبيرة يصل مداها الى 5 كيلومترات داخل الحدود المصرية، وتشمل جميع الكائنات الحية وكذلك الأراضي الزراعية. وتحدث كلييف في تقريره عن خصائص هذا المفاعل، فأكد أنه مخصص لإنتاج النظائر المشعة، وأهمها الكالسيوم والكروم والبوتاسيوم والزنك، وكذلك لإجراء البحوث النووية، ويعتمد المفاعل على اليورانيوم الطبيعي بنسبة 80% واليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ويقول الباحث الفيزيائي الإسرائيلي إن هذا المفاعل هو من أهم المفاعلات النووية الإسرائيلية، حيث أنشأه العلماء الإسرائيليون مع الخبراء الأمريكيين بالتعاون مع شركة ( أتوميكس انترناشيونال ) عام 1960، وتبلغ طاقته الإجمالية 35 ميجاوات، وقد تكلف إنشاؤه في ذلك الوقت ما يقرب من 42 مليون دولار. وأشار الى أنه يوجد في المفاعل معمل نووي ساهمت في إعداده هيئة الطاقة النووية الأمريكية، ويمكن له استخلاص وتنقية البوتونيوم من وقود المفاعلات المحترقة بعمليات كيميائية، ويتم استخدام هذا المعمل للحصول على ثوابت العمليات لفصل البلوتونيوم وتطبيقها بعد ذلك على المستوى التصنيعي في مفاعل ديمونا، وقد اختتم كلييف تقريره بأن إسرائيل ليست وحدها التي ستتضرر من تسريب مفاعلها لكن جيرانها الذين يشاركونها الحدود وخاصة مصر. * * * في نفس الوقت وجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رسالة رسمية للكونجرس الأمريكي، أكدت فيه أن التقرير الصادر عن لجنة الاستخبارات الدائمة في مجلس النواب الأمريكي، والذي قدم إيران على أنها تشكل تهديدا استراتيجيا، " يتضمن معلومات خاطئة ومضللة لا تستند الى أي أساس"، وأكد خطاب الوكالة أن تقرير الكونجرس تضمن خمسة أخطاء قصد منها التشويه والتضليل حول البرنامج النووي الإيراني، منها اتهام تقارير الوكالة الدولية بأنها تتعمد التقليل من القدرات النووية الحقيقية المتطورة لإيران، والزعم بأن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم من النوع العسكري، بينما تؤكد عمليات التفتيش الدولية أن طهران قامت بالتخصيب بنسبة 6.3% بينما النسبة المطلوبة لصنع أسلحة ذرية هي 90%. * * * التأييد الأمريكي والأوروبي المطلق لترسانة أسلحة الدمار الشامل لدى إسرائيل، لا يسمح حتى بأي إشارة دولية لخطورتها، ولا يقبل حتى دعوة الدولة الصهيونية للانضمام والتوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ناهيك عن فتح منشآتها النووية للتفتيش الدولي المنتظم، في نفس الوقت الذي يتعاون الأمريكيون والأوروبيون للتحذير من البرنامج النووي الإيراني وأخطاره، وحصار إيران وتهديدها بالعقوبات والعمل العسكري إذا لزم الأمر. أين نقف نحن العرب بين ترسانة أسلحة الدمار الشاملة الإسرائيلية المزروعة في قلب ديارنا ومقدساتنا، والبرنامج النووي الإيراني الذي يشرف على آلاف الأميال في البر والبحر من حدودنا؟! [email protected] عن حركة القوميين العرب