: أعلنت مصادر دبلوماسية في واشنطن أن السفير السعودي في واشنطن الأمير تركي الفيصل قرر ترك منصبه الذي تقلده منذ 15 شهراً فقط ، مشيرة إلى أن السفير الفيصل غادر واشنطن إلى العاصمة السعودية الرياض، مؤكدا معلومة نشرتها صحيفة واشنطن بوست في عددها اليوم الثلاثاء نقلا عن مسؤولين أمريكيين وسفراء أجانب أن الفيصل استقال بصورة مفاجئة من منصبه وغادر الأراضي الأمريكية.ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسيين عرب قولهم ان الفيصل قال لموظفيه انه سيغادر البلاد ليقضى مزيدا من الوقت مع أسرته. وكان سلفه الأمير بندر بن سلطان قد تولى المنصب لمدة 22 عاما.وأشار دبلوماسيون في الرياض في الأيام القليلة الماضية إلى أن صحة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وهو شقيق السفير لم تكن على ما يرام وانه بدا مريضا لدى ظهوره في محافل عامة في الفترة الأخيرة حتى انه اعتذر عن حضور العديد من الفعاليات التي كانت تتطلب وجوده آخرها مؤتمر وزراء خارجية دول مجلس التعاون مع وزير الخارجية اليمني في صنعاء قبيل انعقاد مؤتمر المانحين لتأهيل الاقتصاد اليمني في لندن.وقالت الصحيفة ان ذلك أثار شائعات عن أن الأمير تركي قد يخلف شقيقه المريض في تولى منصب وزير الخارجية.ونسب تقرير لموقع Stratfor إلى مصادر داخل السفارة السعودية في واشنطن تأكيدها أن السفير الفيصل استقال بشكل غير متوقع أمس، ناقلا عن مصادر سعودية في الرياض دون تسميتها أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، مريض إلى حدّ خطير وأنه يسافر دائماً إلى أميركا لإجراء عمليات جراحية. وأوضح الموقع أن تركي الفيصل سيكون المرشح المحتمل لخلافة الأمير سعود في حال عجزه، الأمر الذي يرجّح فرضية أن يكون مرض الأمير سعود سبب استقالة تركي.واستبعد الموقع أن يؤدي احتمال تولي تركي الفيصل منصب وزارة الخارجية السعودية إلى اضطرابات داخل العائلة المالكة السعودية، مضيفاً أن ميزان القوى بين مختلف الفرقاء المتنافسين داخل آل سعود سيبقى متوازناً تقريباً في حال تم تعيينه في هذا المنصب. وذكّر الموقع بأن الفيصل هو ابن الملك فيصل الملك الثالث للسعودية، كما أنه من بين الشخصيات الأبرز داخل العائلة المالكة، إضافة إلى كونه شقيق الأمير سعود، مشيرا إلى أن الاستقالة لأغراض خاصة هي من ضمن التكتيكات المعروفة من قبل السعوديين لإعادة ترتيب بيتهم السياسي.وأضاف أن تركي اتهم بعد أحداث سبتمبر بالتعامل مع القاعدة وإجراء عدد من اللقاءات مع ابن لادن، رغم أن اللقاءات جرت قبل تجريد الأخير من جنسيته، موضحاً بأن تركي ومنذ ذلك الوقت أدان القاعدة وقد حقق عودة سياسية ناجحة عندما تولى منصب سفير المملكة لدى أميركا خلفاً للأمير بندر بن سلطان.ورأى أن تولي الأمير تركي المحتمل لمنصب وزير الخارجية هو دليل إضافي على أن كلاً من الرياضوواشنطن وضعتاه في موقع مميز.بيد أن التقرير لفت النظر إلى أن من المحتمل أيضاً أن تكون التغييرات الأخيرة في واشنطن والتي أعادت شخصيات مثل وزير الدفاع Robert Gates ووزير الخارجية James Baker إلى دائرة الضوء لها علاقة بتقويض جدارة الفيصل كسفير بسبب تاريخه الغامض واتهامه بالتعامل مع القاعدة.لكنّه أشار إلى أن "معلوماته الاستخباراتية تشير إلى عكس ذلك، الأمر الذي يرجح فرضية أن يكون تركي قد حصل بالفعل على ترقية.وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأخبار السعودية (مستقلة) أن تركي الفيصل استدعى موظفي السفارة عصر يوم الاثنين وودعهم بعد أن أخبرهم باستقالته وبموافقة الملك عبدالله عليها، معللا ذلك بأسباب شخصية بحتة.ولفت تقرير الوكالة السعودية المعارضة أن السفير تميز بثناء الكثير من موظفي السفارة والطلبة السعوديين عليه، حيث أنه اختلف عن السفير السابق عبر لقاءاته الأسبوعية مع الطلبة، وسفراته الكثيرة لتجمعاتهم، وعرف بمحاضراته العديدة في الجامعات ومراكز البحوث الأميركية، متوقعا أن تؤثر استقالة السفير على أداء الملحقية الثقافية التي تحسن عملها خلال فترته، والتي لازال غالبية الطلبة يشكون من سوء الإدارة والفساد والمحسوبية فيها.وأكد التقرير بأن الخارجية السعودية تواجه تحديا كبيرا في استبدال تركي، والذي عمل لمدة 24 سنة رئيسا للاستخبارات العامة، ويتكلم اللغة الانجليزية بطلاقة؛ فيما توقعت مصادر تعيين السفير السعودي في لندن محمد بن نواف بدلا عن تركي