لا يزال أرباب مقالع الحجر بأسفي ينتظرون مال طلباتهم المتعلقة بتجديد بطائق المتفجرات ، حيث فاقت انتظارا تهم ما يزيد عن الثمانية أشهر ، وباعتبار هذه المقالع موردا أساسيا للعديد من ساكنة المناطق القروية، فان هذا التماطل اثر بشكل سلبي على الوضعية الاجتماعية لأربابها وللعاملين بها.وتتمركز اغلب المقالع الحجرية بمنطقة سيدي التيجي التي تبعد بحوالي 50 كلم عن مدينة اسفي في الحدود بين عبدة واحمر في الطريق الرئيسية الرابطة بين اسفي ومراكش لكونها تمتاز بتضاريسها التي هي عبارة عن أحجار كلسية تستخرج منها مادة الجبس. وتشغل هذه المقالع يدا عاملة مهمة اغلبها من ساكنة المنطقة ." كانوا عندنا 24 مقلع ، وليوم ولآو 9 فقط ، أومنهنا لشهر 12 غاديين يسدو هاذ المقالع ليبقاو" يقول عامل بأحد المقالع بسيدي التيجي الذي حكى لنا بحسرة عن المعاناة التي يتخبط فيها العمال بسبب التماطل التي تعرفه عملية معالجة طلبات تجديد بطائق المتفجرات، والتي على إثرها يوجد العمال حاليا في بطالة، وجعلت العديد من أرباب المقالع يغلقون معاملهم ويرحلون إلى مدن أخرى.ويبلغ عدد العمال الذين يشتغلون في المقلع الواحد مابين 20 و40 عاملا ، منهم من يشتغل بالكاريان ، ومنهم من يشتغل في الفرن ، إضافة إلى عاملين منجميين اثنين تناط إليهما مسؤولية المواد المتفجرة والتفجير ."عيينا من سير وأجي ، دافعين طلبات تجديد بطائق المتفجرات كثر من ثمانية أشهر، كنمشيو الأمن الوطني ، والأمن الوطني كيصيفطنا العمالة ، أولعمالة كتكولينا راه القانون ديال المتفجرات تبدل، خصكم ديرو واحد التعهد مع العامل المنجمي لمكلف ببطاقة المتفجرات ، باش تحملو المسؤولية بجوج" يقول احد أرباب المقالع .قرار توقيع التعهد بين رب المقلع والعامل المنجمي لم يرق أصحاب المقالع، لكونه يقيدهم بالعامل المنجمي لمدة ثلاث سنوات، ويجعلهم متحملين المسؤولية بشكل مشترك في حالة وقوع مشكل ما .ويؤكد الأرباب على أن ثقل القروض التي تتواجد على عاتقهم والمستجدات التي عرفها قانون المتفجرات جعلت العديد منهم مهدد بالسجن، حيث أن اغلبهم يقتني المواد المتفجرة والبنزين و... عن طريق الشيكات ، بالمقابل فان ثمن بيع الطن الواحد من الأحجار لايتعدى 14 درهما ، و عزا بعض أرباب هذه المقالع استمرارية فتح بعضها بالرغم من هذه المعاناة إلى الخوف من قيام بعض الشركات التي يتعاملون معها بدفع شيكاتهم إلى القضاء ، في حين فان بعض العمال المتضررين لجأوا إلى القضاء بعد استنفاد صبرهم. وفي لقاء اسيف بمسؤول كبير بعمالة اسفي ،فقد عزا أسباب تأخر تجديد بطاقات المتفجرات إلى المستجدات التي عرفتها المسطرة التي تنظم المؤسسات الإنتاجية التي تستعمل المتفجرات والتي تؤكد بالدرجة الأولى على أهلية العامل المنجمي المكلف بهذه البطاقات و القيام ببحث معمق معه ، مشيرا على أن طلبات التجديد تم إرجاعها من قبل الإدارة العامة للأمن الوطني بصفتها المسؤولة عن عملية التسليم، وذلك بسبب المستجدات التي جاءت بها الدورية المشتركة رقم 4586 بين وزارتي الطاقة والمعادن والداخلية الصادرة مؤخرا، مؤكدا على أن هذا القطاع غير منظم مما يصعب معه إيجاد طريقة للتحاور ، وقد أعطيت لأرباب المقالع قبل إخراج هذه المستجدات إلى حيز الوجود مهلة ما بين سنة 2004 إلى نهاية شهر يونيو 2006 من اجل تأهيل مقالعهم ، حيث أن هناك لجان إقليمية تتابع عن كثب وضعية المقالع ومدى توفر شروط أهليتها، منها الحضور الدائم لصاحب المقلع ، وبعد المقالع عن الساكنة والطريق الرئيسية وتسييجها وتوفرها على المنبهات الصوتية، ولم يفت المسؤول تأكيده أيضا على أن الهاجس الأمني يلعب دوره في هذه العملية بعدما تم ضبط متفجرات بحوزة أشخاص بمدينة اليوسفية ، مما جعل الجهات المسؤولة تأخذ الحيطة والحذر في تسليم بطائق المتفجرات لما لها من خطورة، ولما تتطلبه هذه العملية من أهلية كبيرة للعامل المنجمي المكلف بالمتفجرات . والى جانب هذه المقالع التقليدية التي تعتمد في عمليات التفجير على العامل، هناك مقالع أخرى تعتمد في عمليات التفجير على شركات مختصة في ذلك ، حيث ترى الجهات المسؤولة على أن الشركات الخاصة بالتفجير والتي تعتمد على تقنيات عالية هي التي تتطلبها المرحلة الراهنة عوض الاعتماد على العامل المنجمي المعرض بشكل دائم للأخطار سواء منها ذات الطابع الأمني أو الجسدي.وتتواجد بإقليم اسفي ثلاث مقالع تعتمد على شركات مختصة في التفجير ، لكن هذه المقالع تعتبر محط شكايات الساكنة المتواجدة بترابها، لكون قوة التفجيرات التي تشهدها هذه المقالع تخلف أضرارا كبيرة في ممتلكات الساكنة كالشقوق بالمنازل والمطفيات المستعملة في تخزين المياه. و يبقى أرباب المقالع متشبثون بالحصول على بطاقات المتفجرات ، بينما الجهات المسؤولة تحاول فرض مستجدات الدورية المشتركة عليهم ، ليبقى في آخر المطاف الهاجس الأمني أهم متحكم في تسليم بطاقات المتفجرات من عدم تسليمها .