ستعرف امتحانات الباكالوريا لدورة يونيو 2012 مشاركة 451953 مرشحا ومرشحة بنسبة زيادة تبلغ 18 في المائة مقارنة مع دورة يونيو 2011، و في ضوء ذلك بادرت الوزارة إلى طرح تعديل بالنسبة للنقطة المحصلة بين الدورتين،(الاحتفاظ بأفضل نقطة)، مما شكل خطوة قوية في خط العدالة و الانصاف، إلا أن مبادرات الوزارة لا يجب أن تقف عند ذلك، إذ تفرض الضروة تجديد مجموعات من القواعد التي ذأب عليها المنظمون للامتحانات، كالتفكير في زمان اجراء المواد، خاصة في مغرب معروف بشساعته و اختلاف مناخة، الشيء الذي يفرض التفكير في صيغة تناسب كل مناطق المغرب، خاصة خلال شهر يونيو حيث تعرف المناطق الجنوبية حرارة مرتفعة، وهو ما يؤدي إلى إرهاق التلميذ، و ذلك ببرمجة اختبار واحد في اليوم بالنسبة لمترشحي البكالوريا بدل اختبارين اثنين. و تمكين التلميذ من الحصول على معلومات حول نقطه، عبر فتح باب الطعون أمام المترشحين من خلال إعادة النظر في تصحيح الأوراق، خاصة أمام بعض الممارسات التي تمس بتكافئ الفرص و الشفافية في تصحيح الأوراق و تذييلها بالملاحظات و مراقبة السادة المشرفين التربويين لعملية التصحيح الذي يجب أن يكون جماعيا حتى تتحقق نسبة كبيرة من الموضوعية. فإذا أدرك التلميذ أن النقطة التي منحت له لا تتوافق والجهد الذي بذله وكذا الإجابة التي قدمها، فإنه يتم مباشرة القيام بإعادة تصحيح الورقة، فهذه العملية ستبرأ المصحح من جهة ومن جهة ثانية فإن التلميذ يكون مرتاحا. و أمام هذا الوضع أصبح من الضروري تخصيص مركز للتصحيح تتوفر فيه كل المواصفات لنجاح العملية. و في السياق ذاته أصبح التفكير في نطقة المراقبة المستمرة فارضا لنفسه، خاصة مع ما يشوبها من تلاعب من بعض ذوي الضمائر الخبيثة، لقطع الطريق أمام كل ما يمكن أن يمس بقيمتها، و ذلك باعتماد نقطة الامتحان الجهوي و الوطني، إذ لوحظ خلال السنوات الماضية التفاوت الكبير بين المراقبة المستمرة و الامتحان الوطني، و ذلك ما أكدته أيضا كل مؤسسات التعليم الجامعي كالمدارس و المعاهد التي يتبين منذ بداية الموسم الدراسي بها، أن نسبة كبيرة من التلاميذ لا تتوفر فيهم المواصفات العلمية و المعرفية لمواكبة الدراسة بالاقسام التحضيرية مثلا، و معهد الزراعة و المدرسة العليا للتجارة و التسيير و كلية الطب و الصيدلة و المدرسة الوطنية للهندسة...مما أصبح يفرض ضرورة اعتماد المبارة إلى جانب الاختيار لولوج هذه المؤسسات، من جهة، و إعادة النظر في الخريطة المدرسية من جهة ثانية، باعتماد معدل مقبول للنجاح إلى المستوى الثانوي، و توجيه الآخرين إلى مجالات أخرى للتكوين. إذ كيف يمكن قبول تلميذ في مسلك الأدب مثلا لم يقرأ كتابا أبدا، و لا يكتب فقرة مهترئة مبنى و معنى إلا خلال الفروض و الامتحانات.