وكالعادة، فقد جاء تأكيد الزيارة من العاصمة مدريد وليس من طرف الدبلوماسية المغربية أو القصر الملكي، وكان ماريانو راخوي قد أوضح في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية إيفي عن عزمه القيام بزيارة المغرب في القريب العاجل، لكن التأكيد جاء اليوم من مصادر حكومية في مدريد لوسائل الاعلام في هذا البلد. والمثير أن البيان الصادر في ختام الاجتماع بين الوزير المنتدب في الخارجية يوسف العمراني مع وزير الخارجية الإسباني مانويل غارسيا مارغايو في مدريد مساء اليوم الأربعاء لم يتحدث نهائيا عن الزيارة بل أكد استعراض المسؤولين لمختلف أوجه التعاون. وعلاقة بالزيارة، تشير مصادر اسبانية لجريدة ألف بوست أن مدريد كانت تفضل أن تجري في أعقاب حصول رئيس الحكومة المغربي عبد الإلاه بنكيران على مصادقة البرلمان بعدما يكون قد قدم تصريحه الحكومي. ومن باب المقارنة، كان راخوي قد حصل على مصادقة البرلمان وبعدها شكل الحكومة ولاحقا تمت عملية تسليم السلط.
وتبرز جريدة الموندو في موقعها في شبكة الإنترنت مساء اليوم أن أجندة اللقاء ستتضمن عدد من المواضيع أبرزها مكافحة الإرهاب، إذ تراهن مدريد على مساعدة المغرب للإفراج عن الرهينتين الإسبانيتين إنريك غونيالوس وأينوا فيرنانديث المختطفين من طرف ما يعتقد أنه تنظيم منشق عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وكانت عملية الاختطاف قد جرت خلال أكتوبر الماضي في مخيمات تندوف. وتبرز الجريدة رغبة راخوي في تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين والدفع بتطور العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي لاسيما وأن وزير الخارجية مارغايو يعتبر من العارفين بالعلاقات بين الطرفين نظرا لعمله في المفوضية الأوروبية لسنوات طويلة.
ودائما في علاقة بالأجندة، فملف الصحراء سيكون حاضرا في زيارة راخوي الذي سيخصص له ملك المغرب محمد السادس استقبالا خاصا ومأدبة عشاء أو غذاء. ومن شأن هذه الزيارة تحسين العلاقات بين المغرب والحزب الشعبي التي كانت متوترة للغاية حتى الأمس القريب بسبب توظيف هذا الحزب اليميني للقضايا المغربية في الهجوم على رئيس الحكومة السابق سبتيرو. وكان المغاربة قد خرجوا في تظاهرة تجاوزت 150 ألف في الدارالبيضاء خلال نوفمبر من سنة 2010 للتنديد بسياسة الحزب الشعبي.
وكان هناك تخوف من حدوث توتر نتيجة وصول راخوي الى الحكم بعدما تجاهل المغرب في برنامجه الانتخابي وتصريحه الحكومي، وفي المقابل تضمنت رسالة الملك محمد السادس الى راخوي لتهنئته برئاسة الحكومة ضرورة احترام الوحدة الترابية للمغرب لتحسين العلاقات الثنائية.