جُل مكونات الريف في الداخل والخارج، تتمترس خلف شعار "خدمة الريف" وتدعي "حب الريف" والدفاع عن بطولات الأجداد ، ومصالح أجيال الغد، وقد تعاظمت سمفونية ادعاء "الولاء" للريف وقضاياه "الأساسية"... ، بعيد الزلزال الذي ضرب المنطقة سنة 2004 ، وبشكل هستيري ، لازال يثير استغراب الريفيين والمغاربة أجمعين، وشخصيا ومن مواقع مختلفة ، واكبت هذا " الحب المجنون" الذي يشهره البعض اتجاه الريف، خاصة منذ انتقال السلطة من الملك الراحل الحسن الثاني الى ملك البلاد محمد السادس ، وهكذا عاينا انفتاح شهية "الهرولة" نحو مخزنة المنطقة ، وتسويق اعطاب وبياضات التاريخ، والتجارب السياسية الماضية، بما فيها ما يسمى بالمصالحة مع الريف ، وشطحات المتكلمين بالنيابة عن أهله (بالرغم من فراغ سجلات وأرصدة هؤلاء من أي مساهمة حقيقية، فكريا وسياسيا ونضاليا حتى، ما عدى جعجعتهم اللفظية ، بصدد "عشق وحب" الريف ، وهي حتما جعجعة بلاطحين، وليس هناك مايسند ادعاءهم ذاك قبل الزلزلة المعلومة) ، ومن ثم يحق لكل ذي ذاكرة من "قبيلتنا" هنا بالريف ، أن يطرح بعض الأسئلة من قبيل: أين كان هؤلاء الذين أيقظ الزلزال الأخير قريحتهم، للإجهاز على ما تبقى من نضال شريف في منطقتنا ، وهبوا هبة رجل واحد ، وامرأة واحدة، يوم أن قالت "الأجهزة المعلومة " : جاء وقت خلط الأوراق، وشحذ الأقلام ، وإخضاع الهمم، والإجهاز على البقية الباقية من رمق التمرد على "الخازوق السلطوي"، وعلى العكس تماما من منطق وتاريخ وجغرافية وأخلاق الريفيين، وما يحبل به تاريخهم المجيد من نبل وشهامة وكبرياء؟؟، اذا أين كان هؤلاء مما جرى ، وماهي أدوارهم الحقيقية، - في حدوث ماحدث -، بعيدا عن لغة الكذب على الريف ، والريفيين، و ادعاء الحب والولاء رغم أن "سيوفهم الخشبية" موغلة في الجريمة حتى النخاع، ومواقفهم المنحطة، واضحة في اتجاه إركاع المنطقة، وتشويه كل مكتسبات المرحلة ؟؟ بما فيها مكتسبات أجيال من المناضلين الحقيقيين و مجهودات الملك محمد السادس خاصة هنا بالريف؟؟؟
أين هؤلاء الذين شغلوا الدنيا ، بعنتريات "زيارتهم" للسجون سهوا زمن ما يسمى بسنوات الرصاص، وتسجيلهم لبصمات ولو ميكروسكوبية ، وعلى تضاريس المجتمع المدني في حلته الأخيرة، والمدفوعة أجرا ، مما جرى ويجري الآن بالريف ، الذي بات أشبه بسوق عكاظ، حيث اختلط منطق "الثورة" على سنة ويكيليكس بمنطق شبيحة " أسد لبنان و أرنب الجولان " ، وحيث امتزج مشروع "الإصلاح الديمقراطي" ، بمشروع "التغيير الثوري " على شاكلة " قطاع الطرق " ووقفات الحمير والأبقار ، (التي على بالكم ) ، والفتوحات التي تخبو بين عشية وضحاها ، ولأسباب وخلفيات (ان تسمع عنها خير من أن تراها ) لافظ فوكم ، ولا احد من هؤلاء "العشاق الجدد" ليدلي ب "سطله" في أمثال هذه النوازل غفر الله لنا ولكم. الريف يا إخوان ، يا من يكتفي بزيارة يتيمة للريف كل زلزلة طبيعية او سياسية ، (والعلاقة بين الاثنين باتت جديرة بالملاحظة والتامل) علها "شياطين السلطة " تكتشف بعضا من عبقرياتهم في كشف "شفرة " الريف واهله، ومن ثم تتفضل "الشياطين" تلك بادماجهم في سوق النخاسة ، وعلى الطريقة المغربية الديموقراطية ، جدا جدا ، والحداثية جدا جدا (واشربوا ماء بحركم ان كنتم لا تفهمون ) ، الريف هذا، ليس بحاجة الى من يتخذ مواخير الأبراج العاجية ملاذا لخلاياه النائمة ، ولا تتحرك له رقبة وينفظ له غبار الضياع والتيهان الا حين ينفخ المخزن في الصور، لإذكاء النعرات ، وطبخ المؤامرات ، والتحذير من كل عظيم آت ، فتحدث إذاك – وإذاك فقط – قصة عودة الروج الى روحها ، وكأن موسم الهجرة الى الشمال والريف طفرة من الطفرات وفتاويهم معجزات ، ومن سابع المستحيلات.
الريف يا من يملكون ذاكرة ّ، ولو من " هيولى برلمان " ، ليس بحاجة الى مزيد من الأساطير والخرافات، وتاملوا اللوح جيدا ، فأحداث "اقبارن" لم تكشف عنها "المصالحات" ولم تنصف ذويها "الصفقات" ، وأحداث سنوات الرصاص ، و20 فبراير الآن (ورغم وجود الصحافة والانترنيت ، وتكاثر الأقلام والأبواق وانفتاح الأشداق ) ، ها قد انضافت بدورها إلى منسوب "المؤامرات" والشك المرضي في كل شئ قائم أو فات...
الريف في "ملتي واعتقادي" ، بحاجة إليكم كلكم ، أبناء وبنات الريف أولا ، وثانيا بحاجة الى كشف الحقيقة ، وبكل تجرد ومسؤولية ، وبدون املاءات من المركز (الذي دمر الأنسجة المجتمعية ، وقوض اللحمة الريفية، واستنبت النخبة البئيسة للغايات المعلومة) ، والريف قبل هذا وذاك ، جدير بالانخراط العقلاني في دورة التنمية الشاملة للإنسان والمجال وجدير بالمساهمة في التغيير السلمي والحضاري، جدير بالاستقرار والحياة . والريفيون في البدء والمنتهى، - وبعضهم على الأقل – عليهم أن يغادروا زمن "الريفوبليك".