أصبحت الأقاليم الصحراوية المغربية مرشحة لاحتضان قمة تجمع مسؤولين رفيعي المستوى من المملكة وإسرائيل والولايات المتحدة الأميريكة، إلى جانب مجموعة من الدول العربية الأخرى، على غرار "قمة النقب" التي التأمت أواخر مارس الماضي، إذ يناقش مسؤولو الدول المشاركة فكرة تحويلها إلى منتدى سنوي ينتقل مكان انعقاده بين البلدان المُتحالفة على أن يكون ذلك في الصحراء، وفق ما صدر عن مسؤول في الخارجية الإسرائيلية. واليوم الاثنين يجتمع دبلوماسيون من المغرب والولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين في المنامة، في إطار الاجتماعات الأولى للجنة التوجيه المنبثقة عن قمة النقب، بهدف بناء فضاء أكبر للتعاون بين إسرائيل والدول العربية تحت مظلة أمريكية، وفق ما كشفته تقارير إسرائيلية، والتي أكدت أن الدولة العبرية ستكون ممثلة بالمدير العام لوزارة الخارجية ألون أوشبيز ونائب المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط عوديد يوسف. وقالت المصادر ذاتها إن المسؤولين الإسرائيليين وصلا إلى العاصمة البحرينية مساء أمس الأحد، في حين يُنتظر أن يصل اليوم ممثلو الدبلوماسية المغربية والمصرية إلى جانب مسؤولين حكوميين أمريكيين وإماراتيين، بينما كشف أوشبيز عن إمكانية التحاق دول أخرى بالتحالف آملا أن تكون المملكة العربية السعودية من بينها، وأبرز أن الأمر يتعلق بتنزيل مشاريع التعاون بين الدول التي اجتمعت في النقب، في مجالات الفلاحة والسياحة والغذاء والمياه. وكشف المسؤول الإسرائيلي أن من بين المواضيع المطروحة على طاولة النقاش تحويلُ قمة النقب إلى منتدى سنوي تتناوب الدول المشاركة على احتضانه، على أن يكون ذلك في الصحراء، مبرزا أن الأمر لا يتعلق بفضاء لمناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإنما المواضيع الاقتصادية، والتي قد تكون من بينها قضايا تهم الفلسطينيين، وأضاف أن الباب سيظل مفتوحا لدول عربية أخرى للانضمام إلى المنتدى مستقبلا، بالإضافة إلى إمكانية انضمام دول أوروبية. ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان إسرائيل رسميا، ولأول مرة بشكل صريح، دعمها للسيادة المغربية على الصحراء، وذلك عبر وزيرة الداخلية إيليت شاكيد، التي كانت في زيارة إلى المغرب الأسبوع الماضي، الأمر الذي أتى بعد إعلان يائير لابيد، وزير الخارجية الذي سيصبح هذا الأسبوع رئيسا للحكومة الانتقالية في إسرائيل، في 15 يونيو الجاري، أن نظيره المغربي ناصر بوريطة سيزور تل أبيب خلال الشهرين القادمين لافتتاح سفارة للمملكة هناك عوض الاكتفاء بمكتب للاتصال. وكل الدول التي حضرت قمة النقب تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء، إذ لا زال المرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في دجنبر من سنة 2020 ساري المفعول في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، في حين تتوفر أبو ظبي والمنامة على قنصليتين بمدينة العيون، وفي ماي الماضي قالت القاهرة إنها تدعم الوحدة الترابية للمملكة وترحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية إلى المضي قدما نحو التسوية السياسية في الصحراء.