حل الملك محمد السادس بفرنسا، أول أمس الأربعاء، في رحلة خاصة هي الأولى له إلى أوروبا منذ الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا في مارس من سنة 2020، حيث يحتمل أن يلتقي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأول مرة منذ إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية يوم 24 أبريل الماضي، ويأتي ذلك في فترة لا تعيش فيها العلاقات بين الرباطوباريس أفضل حالاتها. وأكدت مجلة "جون أفريك" أن العاهل المغربي حل بفرنسا في رحلة خاصة حيث سيظل هناك لبضعة أيام، وفق ما نقلته عن مصادر "مقربة من القصر الملكي"، مرجحة أن يستقل في قصره في بلدية "بيتز" الصغيرة شمال باريس، مبرزة أنها المرة الثانية فقط التي يخرج فيها الملك إلى خارج المغرب بعد الأزمة الصحية التي خلفها انتشار فيروس "كوفيد 19" بعد رحلته إلى الغابون في دجنبر من سنة 2021. ولم يرشح ما إذا كان الملك سيلتقي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال هذه الرحلة، لكن إن تم ذلك، وفق المصدر نفسه، فإن الأمر سيتعلق بلقاء شخص بين زعيمي البلدين على غرار ذاك الذي جمعها عقب إجراء العاهل المغرب لعملية جراحية في القلب سنة 2018، مبرزا أن زيارة ماكرون إلى المغرب بمبادرة منه سنة 2017 عقب انتخابه لولايته الأولى كانت أيضا "شخصية". وتأتي هذه الخطوة في فترة تشهد فيها العلاقات المغربية فتورا ملحوظا والعديد من موجات المد والجزر، بلغت ذروتها في شتنبر من سنة 2021 حين أعلنت فرنسا تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للمواطنين المغاربة إلى النصف كرد فعل ذي طبيعة "عقابية"، شمل مثيله الجزائر وتونس أيضا، نتيجة "عدم تعاون" تلك البلدان مع باريس بخصوص مطالبها باستقبال المهاجرين غير النظاميين غير المرغوب فيهم. ولا يزال المغرب وفرنسا متقاربين في وجهات النظر بخصوص السياسة الخارجية، وتعد باريس من العواصم التي تجاهر بدعم مقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، وتقف إلى جانب الطرح المغربي في مجلس الأمن، إلا أن الصدام بين البلدين تكرر في عدة مرات في قضايا أخرى على غرار موقف الرئيس الفرنسي من الإسلام وتعليقه بخصوص إجلاء رعايا بلاده خلال الجائحة.