توقع علماء بريطانيون استمرار ارتفاع حالات الإصابة بمرض جدري القرود هذا الأسبوع، حيث يتم تعقب المزيد من المصابين من قبل السلطات الصحية، بحسب صحيفة الغارديان. وقالت شارلوت هامر، خبيرة الأمراض الناشئة في جامعة كامبريدج: "أنا متأكدة من أننا سنشهد المزيد من الحالات". ووفق ما نشرته قناة الحرة، أرجعت هامر ذلك إلى سعي السلطات الصحية للبحث بنشاط عن الحالات التي تعاني من أعراض خفيفة ولم يتم اكتشافها، بالإضافة إلى أن فترة حضانة جدري القرود تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع، لذلك من المحتمل أن تحدث إصابات جديدة بين أولئك الذين كانوا على اتصال مبكر بحالات التفشي الأولى. وأضافت: "في الأساس، نواجه خيارين: إما أن الفيروس مختلف بطبيعته الآن أو ربما تغيرت قابليتنا له. بدلاً من ذلك، قد يكون الأمر أننا واجهنا عاصفة كاملة من الظروف التي سمحت للفيروس بالانتشار بهذه الطريقة. أعتقد أن السيناريو الأخير هو الأكثر احتمالا". وأشارت هامر إلى أن أحد الاحتمالات هو أن تأثيرات اللقاحات الجماعية السابقة ضد المرض آخذة في التلاشي، مما يترك الكثير من الناس بلا حماية ضد هذا الفيروس. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنه تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و28 حالة يشتبه في إصابتها بجدري القرود من 12 دولة عضو لا يتوطن فيها الفيروس ورُصدت حالات إصابة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وكذلك في الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا، ما أثار مخاوف من احتمال انتشار الفيروس. ويعد مرض جدري القرود من الأمراض المعدية التي عادة ما تكون خفيفة ومتوطنة في أجزاء من غرب ووسط أفريقيا. وينتشر عن طريق الاتصال الوثيق، لذلك يمكن احتواؤه بسهولة نسبيًا من خلال تدابير مثل العزلة الذاتية والنظافة. ويمكن أن ينتقل الفيروس من خلال ملامسة البثور الجلدية أو لعاب شخص مصاب، وكذلك من خلال المخالطة والاستعمال المشترك للفراش أو المناشف. وقالت منظمة الصحة العالمية إن المعلومات المتاحة تشير إلى أن انتقال العدوى من إنسان لآخر يحدث بين أشخاص على اتصال جسدي وثيق مع الحالات التي تظهر عليها أعراض. ويسبب الفيروس حمى وآلاما بالجسم وقشعريرة وارهاقا لدى معظم المرضى. ويمكن للأشخاص الذين يعانون من الحالات الشديدة أن يصابوا بطفح جلدي وبثور في الوجه واليدين وأجزاء أخرى من الجسم. ويشفى المصابون بجدري القردة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع عادة، وفق منظمة الصحة العالمية. وقال ديفيد هيمان رئيس المجموعة الاستشارية الاستراتيجية والتقنية لمنظمة الصحة العالمية لوكالة رويترز، إن المفهوم العملي لمنظمة الصحة العالمية المعتمد على الإصابات التي تم تسجيلها حتى الآن، هو أن التفشي الحالي ناجم عن الاتصال الجنسي. وأكد هيمان أن الاختلاط المباشر هو الوسيلة الرئيسية لانتقال الفيروس لأن الطفح الجلدي المصاحب عادة للمرض معد للغاية. وعلى سبيل المثال يكون الآباء والأمهات الذين يعتنون بأطفال مرضى معرضين للخطر وكذلك العاملون الصحيون وهذا هو السبب في أن بعض الدول بدأت في تطعيم الفرق التي تعالج مرضى جدري القرود باستخدام لقاحات الجدري.