أعلنت أنقرة أمس الجمعة أنها ستستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يوم الأحد المقبل في زيارة تستمر ل3 أيام، والذي سيعقد قمة ثنائية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان ستكون القضايا الخارجية إحدى محطاتها الأساسية حيث سيحضرها أيضا وزيرا خارجية البلدين رمطان العمامرة ومولود تشاووش أوغلو، هذا الأخير الذي أعلن يوم الأربعاء الماضي دعم بلاده للوحدة الترابية للمغرب، قبل أن تصدر وزارته توضيحا أعادت فيه صياغة هذا التصريح المًوَثق بالصوت والصورة. ومن المنتظر أن تشهد زيارة تبون إلى تركيا توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية ومناقشة مجموعة من الملفات السياسية، لكنها أيضا ستكون مجالا للعمل الدبلوماسي إذ تعد تعد تركيا فاعلا رئيسيا في ليبيا البلد الذي يشترك في الجزائر في شريط حدودي طويل، في مقابل سعي الرئيس تبون إلى طرح ملف الصحراء على طاولة أنقرة، وذلك بعد أن أصدرت الخارجية الجزائرية بيانا أول أمس الخميس عبرت فيه عن غضبها من إعلانات دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي الصادرة من مدينة مراكش. وقُبيل إعلان هذه الزيارة، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا توضيحيا أبرزت فيه أنها لم تعلن دعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء، على الرغم من أن ما نُشر عبر وسائل الإعلام المغربية الرسمية بخصوص لقاء وزير الخارجية ناصر بوريطة بنظيره تشاووش أوغلو، تحدث عن أن أنقرة تدعم "الوحدة الترابية" للمملكة، وجاء في البيان أن تركيا تدافع منذ البداية عن إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء في إطار قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ومن خلال الحوار بين الأطراف، وأنها تدعم وحدة أراضي وسيادة جميع دول المنطقة داخل حدودها المعترف بها دوليا. وخلال لقائهما على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش" قال وزير الخارجية التركي في تصريح موثق بالصوت والصورة نشرته منصات حكومية مغربية وتركية "تركيا لديها مبادئ حول الوحدة الترابية والسيادة على أراضيها، وهي تدعم الوحدة الترابية الكاملة للأشقاء في المغرب"، وهو ما تفاعل معه بوريطة فورا بتعليق قال فيه "هذه العبارة دائما يجب أن تقال بالإنجليزية" ليجيبه أوغلو وهو يضحك "بالطبع"، في إشارة إلى أن أنقرة واضحة بخصوص هذا الملف. وتسببت هذه الخطوة وخطوات دول أخرى أكثر وضوحا، على غرار هولندا وقبرص اللتان عبرتا بشكل واضح عن دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي، في إغضاب الجزائر التي سارعت وزارة خارجيتها في اليوم الموالي إلى إصدار بيان تتهم فيه المغرب ب"استغلال" اجتماع حول محاربة الإرهاب لحشد الدعم لمخطط الحكم الذاتي، معتبرة أن مواقف تلك البلدان تعرضت للتأويل، لكن وإلى حدود اللحظة لم يصدر أي تكذيب لما جرى الإعلان عنه، فيما كانت تركيا الوحيدة التي أعادت صياغة موقفها.