ارتأى الناخب الوطني، البوسني وحيد حاليلوزيتش، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، أن يستبق اجتماعه المرتقب مع فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية، وذلك من خلال حوار مطول أجراه مع أحد المنابر الإعلامية الكرواتية، تحدث من خلاله عن عدة جوانب مرتبطة بمستقبله مع "الأسود". وعلمت "الصحيفة"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن حاليلوزيتش قرر إجراء هذا الحوار، دون استشارة مع مسؤولي جامعة الكرة، بحكم العلاقة التي تربط الأجير بمشغله، كما منح الموقع الإلكتروني الكرواتي هذا الامتياز، بصفة شخصية، دون سلك المساطر التي تفرضها خلية التواصل المسؤولة عن الفريق الوطني. المصادر نفسها، أكدت إن القائمين على شؤون المنتخب الوطني، تفاجؤوا بتصريحات الإطار الفني البوسني، في ظرفية حساسة، علما أن حاليلوزيتش يقضي حاليا فترة عطلته في فرنسا، رفقة أسرته، ومن المرتقب أن يعود للمغرب، من أجل استئناف مهامه، في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الجاري، إذ من المنتظر أن يجتمع مع فوزي لقجع، من أجل الحسم في عدة قضايا تهم منظومة "الأسود". بعض النظر عن سياق الخرجة الإعلامية، فإن الناخب الوطني مرر عبر الحوار نفسه، رسائل عدة، حيث أعلن تشبثه بموقف تجاه اللاعبين المستبعدين؛ حكيم زياش ونصير مزراوي وعبد الرزاق حمد الله، قائلا في هذا الصدد "لا أريد أن أتحدث عن هذا بعد الآن(...) كل شيء آخر فهي من القصص التي يفرضها شخص ما. هذه شائعات تسمعها في أي مكان، لندع الوقت يمر". خطاب حاليلوزيتش، وإن كان منسجما مع قناعاته السابقة، إلا أنه لا يصب في اتجاه بقائه على رأس العارضة التقنية للمنتخب الوطني، والتي من قوامها المستقبلية، الحفاظ على استقرار المجموعة وعودة "المغضوب عليهم"، وفق قناعات رئيس الجامعة والمسؤول الأول عن المنتخبات الوطنية. لغة "الأنا" التي واصل بها استراتيجته الدفاعية، قد تدفع الناخب الوطني للمساءلة، لدى عودته إلى مركب محمد السادس ب "المعمورة"، علما أنها ليست المرة الأولى التي يبدي فيها حاليلوزيتش تجاهله لمكانة لقجع داخل المنظومة، حيث صرح مجددا أنه "يتحدث في الميدان.. عن التأهل لكأس العالم والمباريات.. لقد حققت الفوز وليس لدي شيء آخر للحديث عنه"، وذلك حين سئل عما إذا كان تحدث إلى رئيس الجامعة حول وضعيته الراهنة مع المنتخب المغربي. فوزي لقجع، الذي أكد في تصريحاته الأخيرة، الثلاثاء الماضي، على هامش اجتماع المكتب المديري، إن هدف الجميع هو الاستعداد الجيد لنهائيات كاس العالم، مبرزا أن "باب المنتخب مفتوح لجميع اللاعبين المغاربة وأن المرحلة المقبلة تتطلب تذويب جميع الخلافات وتبقى في النهاية المواظبة والأداء التقني هو الفيصل في اختيارات المنتخب الوطني التي تعود في النهاية للمدرب الوطني وطاقمه التقني". وكشف رئيس الجامعة، في هذا الصدد، أنه سيجتمع مع المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش نهاية الشهر الجاري مباشرة بعد عودته من إجازته خارج أرض الوطن "لوضع خارطة طريق واضحة المعالم من اجل الاستعداد الجيد للمنافسات القادمة، وفي مقدمتها تصفيات كأس افريقيا للأمم ونهائيات كأس العالم." تساؤلات عدة تحيط بمستقبل الناخب الوطني، لعل أبرزها بقاؤه من عدمه على رأس العارضة الفنية ل"الأسود"، حيث ينتظر الرأي العام الرياضي الوطني مخرجات الإجتماع المقبل بين لقجع وحاليلوزيتش.