مرت أقل من 3 أشهر على إعلان إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن قراره عدم الترشح لولاية جديدة على رأس الحزب، لكن وفاءه بهذا التعهد يبدو أمرا مستحيلا بعدما مهدت له اللجنة التنظيمية للمؤتمر الوطني، الطريق لولاية ثالثة على التوالي بعد أن صادقت على تعديل القانون الأساسي الذي كان يمنعه من ذلك، اليوم السبت. واستطاع داعمو لشكر تمرير التعديل بسهولة كبيرة، بعدما حصدوا 77 صوتا من أصل 85، ليتمكنوا من تعديل القانون الأساسي الذي كان يحصر ولايات الكاتب الأول في اثنين فقط، وهو الأمر الذي يهمد لوزير العلاقات مع البرلمان الأسبق الاستمرار في منصبه الحزبي ل5 سنوات أخرى ما بين 2022 و2027 بعد أن وصل إليه لأول مرة في 2012. وبهذه الخطوة، التي لا زالت تحتاج إلى مصادقةٍ تبدو يسيرة من طرف اللجنة التحضيرية التي يرأسها هو ذاته ثم من طرف المجلس الوطني، يمهد لشكر لنفسه ليتجاوز الزعيم الاتحادي الراحل عبد الرحمان اليوسفي في عدد السنوات التي قضاها على رأس الحزب، إذ ظل كاتبا أولا ل11 عاما ما بين 1992 و2003، وسيكون لشكر صاحب ثاني أطول مدة في الكتابة الأولى بعد عبد الرحيم بوعبيد الذي قضى هناك 17 عاما ما بين 1975 و1992. وفي 22 شتنبر الماضي أعلن لشكر، في ندوة صحفية، أنه لن يترشح لقيادة الحزب خلال المؤتمر المقبل، مشددا على أنه هو الذي اقترح حصر الأمر في ولايتين "ودافع" عن ذلك في السابق، ما يجعله ملزما ب"الانضباط للقانون"، مبرزا أنه سيدعم القيادة الجديدة المقبلة، لكنه مؤخرا قرر دخول المنافسة مرة أخرى. ويُعقد المؤتمر الوطني أيام 28 و29 و30 يناير 2022، وتُعد البرلمانية السابقة حسناء أبو زيد أبرز منافسي لشكر فيه على قيادة الحزب، وإلى جانبها أعلن أيضا الوزير السابق عبد الكريم بن عتيق ترشحه لهذا المنصب، وإلى جانبه أيضا ترشح عضو المكتب السياسي محمد بوبكري.