قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية أن قائد المنطقة العسكرية الخامسة لجبهة "البوليساريو" في الصحراء، قد لقي حتفه في قصف مغربي بطائرة مسيرة عن بعد المعروفة اختصارا ب"الدرون" يوم الأحد الأخير، بناء على معلومات ميدانية توصلت بها الصحيفة الإسبانية حسب تقرير نشرته أمس الإثنين. وأشارت "لاراثون" أن القتيل هو قائد عسكري بجبهة "البوليساريو" وقد تعرض لقصف جوي مغربي بطائرة بدون طيار في منطقة اكليبات الفولة، وهي نفس المنطقة التي روجت صحافة "البوليساريو" ومعها الإعلام الجزائري عن حدوث قصف مغربي استهدف مدنيين مُسفرا عن قتيل وإثنين من الجرحى. وعلى عكس هذه الرواية المروجة من طرف الجزائر و"البوليساريو" فإن الصحيفة الإسبانية أكدت عبر مصادرها في ميدان الجبهة الإنفصالية، أن القتيل لم يكن شخصا مدنيا، وإنما هو القائد العسكري للمنطقة الخامسة التابعة لجبهة "البوليساريو"، مشيرة إلى أن القوات المغربية شنت في الآونة الأخيرة عدد من الغارات ضد المناوشات التي تقوم بها ميليشيات الجبهة. ولازالت وسائل الإعلام الرسمية التابعة ل"البوليساريو" والجزائر، تروجان لعمل "اعتدائي" من طرف القوات المغربية ضد المدنيين العزل، في حين أن عمليات القصف التي تشنها القوات المغربية ب"الدرون" تدخل في إطار الحدود الشرعية التي يطالب المغرب بها في الصحراء، كما أن هذه المناطق تعرف عمليات عسكرية متواصلة باعتبارها ساحة حرب مثلما تروج له الجزائر و"البوليساريو" معا. ونّبه عدد من المتتبعين لهذا النزاع الدائر في الصحراء، لتناقض الروايات التي تُطلقها الصحافة الجزائرية التابعة للنظام، والأذرع الإعلامية التابعة ل"البوليساريو"، حيث يتحدثون من جهة عن عودة العمل المسلح ضد القوات المغربية في كامل الصحراء، ثم يعودون من جهة أخرى للتشاكي بكون أن المغرب يمارس اعتداءات ضد المدنيين. ويتساءل الكثيرون من المتتبعين لهذا التوتر، عن أسباب تواجد مدنيين في مناطق صحراوية تعرف عمليات عسكرية مستمرة، ويتعلق الأمر بحادثة مقتل 3 مواطنين جزائريين قرب بئر الحلو بالصحراء المغربية وفق ما أعلنت الرئاسة الجزائرية مطلع الشهر الجاري، إضافة إلى الحادث الأخير يوم الأحد عندما تم الحديث عن قصف شاحنتين ومقتل مدني وإصابة إثنين آخرين. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المغرب لم يخرج بأي بلاغ رسمي إلى حدود الساعة حول هذه الحوادث التي تحدث في الصحراء.