أغضبت كلمة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أمس الأربعاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جبهة "البوليساريو" الانفصالية بسبب عدم تطرقه لإجراء استفتاء تقرير المصير في المنطقة، وذلك على الرغم من كونه لم يبد أي ندم بخصوص تقديم بلاده العلاج لزعيم الجبهة "لأسباب إنسانية" على حد تعبيره، وهو الأمر الذي يأتي متزامنا مع محاولات وزير خارجيته، خوسي مانويل ألباريس، إيجاد حل للأزمة الدبلوماسية مع المغرب على هامش القمة نفسها. واستغربت وسائل إعلام تابعة للبوليساريو، وخاصة منها الناطقة بالإسبانية والموجهة أساسا إلى الرأي العام الإسباني الداعم للأطروحة الانفصالية، عدم تطرق سانشيز إلى استفتاء تقرير المصير كحل لملف الصحراء، على عكس ما حصل خلال أول خطاب له كرئيس للوزراء أمام الأممالمتحدة سنة 2018، حين دعا إلى حل الصراع "في إطار أحكام الأممالمتحدة وضمن مبادئها وميثاقها"، ما اعتبر حينها دعما لخيار الاستفتاء. وللعام الثالث تواليا بدا سانشيز حريصا على عدم إعلان دعم بلاده لخيار الاستفتاء، لكنه هذه المرة اختار عباراته بعناية بطريقة اعتبرت وسائل إعلام إسبانية أن الهدف منها هو عدم إغضاب المغرب وتفادي الرجوع إلى الوراء في محاولات طي صفحة الأزمة الدبلوماسية، حيث اكتفى بالإشارة إلى ضرورة الوصول إلى "حل عادل ودائم ومقبول للطرفين"، مع التركيز على أن يكون ذلك في إطار الأممالمتحدة. وخلال تواجده في نيويورك عاد سانشيز مرة أخرى إلى قضية سماح حكومته بدخول زعيم "البوليساريو"، إبراهيم غالي إلى أراضيها للعلاج، حيث اعتبر أن إسبانيا "فعلت ما كان يجب عليها فعله"، مبرزا أن الأمر يتعلق ب"الاستجابة لطلب مساعدة من سياسي كانت حياته في خطر"، وهو التصريح الذي يتزامن مع قرار محكمة سرقسطة التحقيق مع وزيرة الخارجية السابقة أرانتشا غونزاليس لايا، حول الموضوع نفسه. وعلى هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان يفترض أن يعقد وزير الخارجية الإسباني مع نظيره المغربي ناطر بوريطة أول لقاء بين مسؤولين حكوميين مغربيين منذ الأزمة التي اندلعت في أبريل الماضي، لكن إلغاء زيارة بوريطة لنيويورك دفع ألباريس للاكتفاء بمحادثته هاتفيا، حيث اتفق الطرفان على "اللقاء قريبا".