نعم، وبكل وضوح فإن المجموعة الأولى من التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر هي أسهل بمراحل كثيرة وكبيرة من المجموعة الثانية التي تضم اليابان وأستراليا والصين والسعودية وفيتنام وعمان، والسبب أن المجموعة الأولى تضم دولاً متقاربة جغرافياً إلى حد كبير مثل: الإماراتوالعراقوسورياولبنانوإيران ولا يوجد غير كوريا الجنوبية بعيدة وهي سفرة واحدة لكل منتخب، بينما سيلعب السوريون في الأردنوالعراقيون في الدوحة، واللبنانيونوالإيرانيون على مرمى حجر بالطائرة، فيما ستسافر منتخبات المجموعة الثانية آلاف الكيلومترات التي تتجاوز محيط الكرة الأرضية وهذه أول أفضلية للإمارات، ولو دققنا في ظروف العراقوسورياولبنان وحتى إيران، سنجد أن الاستقرار والظروف المحيطة بكل منتخب هي أيضاً لصالح الكرة الإماراتية، والأسباب لا تخفى على أحد، ومن أصل عشر مباريات سيلعب الإماراتيون خمساً على أرضهم مثل الإيرانيين والكوريين الجنوبيين الذين أعتقد أنهم المتنافسون الأكبر على البطاقتين المؤهلتين مباشرة للنهائيات، ورغم تشجيعي للمنتخب السوري من دون أي نقاش ولكن ظروفه التدريبية وتجمع اللاعبين لا يخدمهم بالشكل المطلوب رغم أنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من التأهل لموسكو 2018 لولا آخر مباراة أمام إيران والتي لعبها الإيرانيون المتأهلون أصلاً وكأنهم يلعبون على نهائي كأس العالم. المنطق يقول إن عليك أن تجمع كل النقاط على أرضك إن أردت أن تتأهل لأية بطولة، وأن تكافح لتخرج بأقل الخسائر خارج أرضك، وبالتالي تحقق ما تصبو إليه والمنطق يقول إن عناصر المنتخب الإماراتي مؤهلة جداً ولديها مدرب (عالمي) ومنشآت وإمكانيات طبية ولوجستية قد لا تكون متوفرة لمنافسين اثنين أو ثلاثة في المجموعة، وهم سورياولبنانوالعراق إلى حد كبير، فالعراق يلعب خارج أرضه وهذه تضر بأي منتخب، لأن الجماهير عادت للمدرجات بعد كورونا، وقد تصنع الفارق، بينما السوري ظروفه كلنا نعرفها، وكذلك اللبناني، وبالتالي، وليعذرني الأخوة المسؤولين عن الكرة الإماراتية لأن أقول إن الفرصة مواتية جداً لكتابة تاريخ جديد في الكرة الإماراتية، وإن لم تحدث فالفرصة قد تكون أبعد وأصعب في المرات المقبلة، وصدمة التعادل مع لبنان رغم غياب سبعة عن المنتخب الضيف تدل بكل وضوح على حالة الإحباط الكبيرة التي سادت بعد المباراة... لأنه وبكل واقعية الكلام على الورق يختلف عن الواقع وكرة القدم لا تعترف سوى بمن يلعب من أجلها مهما كانت ظروفه سيئة، وقبل أن أختم أتمنى التوفيق للمنتخب السوري الذي قدم تصفيات أولية ممتازة، وأتمنى أن يرسم البسمة على وجه شعب تعب كثيراً حتى يبتسم. *عن صحيفة البيان