بعد نحو أسبوعين فقط من إعلان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، استعداد بلاده للوساطة في أزمة سد النهضة بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى، أعلنت أديس أبابا رسميا وقف الخدمات القنصلية في الجزائر العاصمة مع متم شهر غشت الجاري، في الوقت التي تحدث فيه تقارير جزائرية عن إمكانية إغلاق سفارتها بشكل نهائي "لأسباب اقتصادية". وأصدرت سفارة إثيوبيا في الجزائر مذكرة أعلنت من خلالها أن الخدمات القنصلية ستتوقف اعتبارا من 30 غشت 2021، غير أن صحيفة "الفجر" اليومية الجزائرية أوردت أن أديس أبابا قررت غلق سفارتها في 30 دولة من بينها الجزائر وإبقاءها في 13 دولة فقط عبر العالم، وذلك "بحجة الأزمة الاقتصادية". وكان الرئيس الجزائري قد أبدى، هذا الشهر، ثقته في أن بلاده قادرة على الوساطة في أزمة سد النهضة، متحدثة عن "مبادرة جزائرية خالصة لم تملها أي جهة خارجية"، وهي التصريحات التي أعقبت اجتماعا لوزير خارجيته، رمطان العمامرة، برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ووزيرة خارجية السودان مريم المهدي ووزير خارجية مصر سامح شكري. وأعلن تبون تلقيه "ردود فعل إيجابية" من مصر والسودان، موردا أن بلاده لن توقف وساطتها في ملف السد إلى حين الوصول إلى حل، مشددا على أن بلاده "ليست لها أي مصلحة ذاتية في ذلك باستثناء رغبتها في تقريب وجهات النظر بين الدول المعنية"، في الوقت الذي لم ينجح فيه الاتحاد الإفريقي لإيجاد صيغة توافقية لإنهاء الأزمة.