يتصدر هشتاغ "غرد كأنك صحفي فرانسا 24" قمة "الترند" في المغرب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وهو هشتاغ ساخر من القناة الفرنسية فرانس24 الناطقة بالعربية، بسبب سؤال وصفه الكثيرون ب"الغبي" و"المثير للسخرية" طرحته إحدى صحفيات القناة في برنامج حواري على أحد ضيوفها بشأن قضية التجسس "بيغاسوس"، حيث كان السؤال "هل يمتلك المغرب أدلة لتفنيد ما زعمته هذه المنظمة؟". وكانت الصحفية المعنية تقصد مزاعم المؤسسة الإعلامية "فوربيدن ستوريز" ومنظمة العفو الدولية "أمنستي" اللتان نشرتا ما وصفاه ب"التحقيق"، يتحدث عن "تورط" المغرب في التجسس على الآلاف من النشطاء والمسؤولين السياسيين في العالم، على رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، باستخدام برنامج التجسس السيبراني "بيغاسوس" الذي تُنتجه شركة "NSO" الإسرائيلية. وتحول سؤال الصحيفة "الغريب" وفق عدد كبير من المتخصصين في القانون الذين يرددون القاعدة الفقهية القانونية المعروفة "البينة على من ادعى"، إلى مثار للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من طرف الآلاف من النشطاء، بسبب أنه في هذه الحالة، يجب على من زعم تورط المغرب في قضية التجسس هو الذي يُطلب منه أن يقدم أدلة على مزاعمه، وليس المغرب "المشتبه فيه". ولهذا، فإن مؤسسة "فوربيدن ستوريز"، ومنظمة العفو الدولية، هما من يجب أن يقدما الأدلة على تورط المغرب في التجسس على مسؤولين دوليين باختراق هواتفهم باستخدام برنامج "بيغاسوس"، خاصة أنهما لم يقدما أي دليل على مزاعمهما، وبالتالي فإنه كان من الأجدر على صحفية "فرانس24" أن تطرح السؤال بشأنهما وليس على المغرب. واعتبر الكثير من المغردين المغاربة والعرب، أن هذا السؤال "غير المنطقي"، ما هو إلا نموذج من نماذج تحامل قناة "فرانس 24" على المغرب، خاصة أنه سؤال لا علاقة له بالمهنية الصحفية، وبالتالي لا يُمكن أن يكون له أي تفسير أخر، وفق ما يرى عدد من المتتعبين. ولإظهار مدى "غرابة" و"سخافة" هذا السؤال، أطلق الآلاف من المغردين أسئلة ساخرة تتماشى مع سياق سؤال قناة فرانس24، من قبيل تغريدة حساب "Leila Rady" في هشتاغ ''غرد كأنك صحفي فرانسا 24" الذي جاء كالتالي: ما أدلة المغرب على أنه ليس السبب في انهيار جدار برلين؟ وغرد ناشط آخر يدعى "Abdellah Elyamini" تغريدة باللغة الإنجليزية ترجمتها كالتالي: "نحتاج أدلة من المغرب ينفي مسؤوليته من نشر الإنفلونزا الإسبانية". ويحبل الهشتاغ المذكور بالعديد من الأسئلة والتغريدات الساخرة من سؤال القناة الفرنسية، ك"ما أدلة المغرب على أنه ليس المسؤول عن الفياضانات في ألمانيا والصين ؟" و"ما هي أدلة المغرب على أنه ليس هو من قام باغتيال ولي عهد النمس فرانز فيرديناند ؟"، وهي أسئلة تؤكد على أن القناة الفرنسية كانت بعيدة عن المنطق والعقل في هذه القضية. جدير بالذكر أن المغرب قرر رفع دعوة قضائية ضد "فوربيدن ستوريز" ومنظمة العفو الدولية، على ما نشراه من مزاعم تدخل في باب التشهير، في ظل عدم تقديمهما أي دلائل على ما قاما بترويجه ضد المملكة المغربية.