أعلن المغرب رسميا دخوله مجال الاستثمار في نيامي عاصمة جمهورية النيجر، عبر مجموعة من المشاريع في مجالات مختلفة وبقيمة استثمارية تصل إلى 3,3 ملايير دولار، وذلك من خلال هولدينغ " Ymmy Finance" الذي دخل في شراكة مع القطاع العام لتغيير وجه المدينة التي يتجاوز تعداد سكانها مليونا و800 ألف نسمة، خلال السنوات الثماني المقبلة. ووفق ما نقلته صحيفة "لوفيغارو" ووكالة "AFP" الفرنسيتين، عن أحمد لطفي، رئيس الهولدينغ المغربي، فإن الأمر يتعلق ب6 مشاريع تندرج غالبيتها في إطار اتفاق شراكة يربط المجموعة المغربية بمؤسسات حكومية في العاصمة، في حين أكد عمدة نيامي، أومارو دوغاري، أن مذكرة التفاهم الخاصة بهذه الأوراش وقعت بالفعل أول أمس السبت بعد عامين من المباحثات. وبعد دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ، سيُوسع المغرب وجوده الاقتصادي في النيجر، الذي يركز حاليا على المجال البنكي وقطاع الاتصالات، ليشمل أيضا المجال الفلاحي، من خلال إنشاء مجمع للزراعة والأغذية يتضمن فضاء لتسمين المواشي وإنتاج الأعلاف ومجازر وفضاء لتجهيز اللحوم الحمراء وآخر لتربية الدواجن ولمنتجات الألبان، وفق ما أعلنه مجلس مدينة نيامي. وسيقتحم رأس المال المغربي أيضا قطاع العقار من خلال إنشاء مدينة سكنية جديدة تضم ما يقارب 37 ألف وحدة للسكن الاجتماعي ومركزا للتسوق على مساحة 1050 هكتارا، بالإضافة إلى ربط المجال العقاري بالتكنولوجي من خلال إحداث "المدينة الذكية" على ضفاف نهر النيجر، إلى جانب إنشاء منطقة صناعية تضم فضاء للتصدير، وأخيرا تركيب 20 ألف وحدة للإضاءة الكهربائية المعتمدة على الطاقة الشمسية والمُصنعة في المغرب. ويتمتع المغرب والنيجر بعلاقات ثنائية قوية، حيث كان الطرفان قد احتفلا بمرور 50 عاما من الروابط الدبلوماسية سنة 2017، وبينهما لجنة مشتركة تُعقد بشكل دوري منذ 2012، كما أن الملك محمد السادس سبق له أن زار هذا البلد الإفريقي سنة 2005، ومنذ سنوات أضحى الفاعلون الاقتصاديون المغاربة من بين أهم المستثمرين الأجانب في هذا البلد الذي يعاني من تحديات اقتصادية كبيرة يغذيها الهاجس الأمني.